"فقدنا في ظرف أسبوع تقريبا فنانان كبيران، الفنانة الوزيرة ثريا جبران، والفنان عبد الجبار الوزير. فرحمة الله عليهما وغفر لهما ورزق أهلهما الصبر والسلوان". كانت هذه تدوينة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني وهو يعبر عن حزنه لفقدان الساحة الفنية المغربية لهذين الاسمين الكبيرين، لكن هذه التعزية المختصرة جرت عليه انتقادات كثيرة من المعلقين النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك"، ليس بسبب إغفاله أن "النعت يجب أن يكون تابعا للمنعوت في الإعراب"، وأن الصواب لغويا هنا هو "فنانين كبيرين"، ولكن بسبب إغفاله ذكر الفنان الأمازيغي أحمد بادوج الذي وافته المنية كذلك قبل أيام. وهو ما اعتبره معلقون "إقصاءً مقصودا وتمييزا ضد الفنانين الأمازيغ". "الله يرحمهم ويوسع عليهم، ولكن يا رئيس الحكومة لقد نسيت فنانا أمازيغيا اسمه أحمد بادوج"، يكتب معلق حول تدوينة العثماني، فيما كتب آخر: "الفنان بادوج ابن مدينتكم ونسيتموه، السبب طبعا واضح لأنه أمازيغي، يعني أنه مواطن من الدرجة الثانية". وتساءل معلق آخر: "هل الفنان أحمد بادوج لم يكن فنانا؟ أم أنه لم يكن مغربيا؟ أم أنه لم يكن كبيرا في عين رئيس الحكومة رغم أنهما معا أبناء إنزكان؟". وعلق فيسبوكي آخر متسائلا: "والفنان الأمازيغي الكبير أحمد بادوج ولا هو غير معترف به؟". مئات التعليقات، سواء في صفحة رئيس الحكومة أو في صفحات شخصية لعدد من رواد موقع "فيسبوك، استنكرت "إغفال" العثماني لذكر اسم الفنان أحمد بادوج في تعزيته المنشورة على صفحته، رابطة ذلك ب"الإقصاء" و"الحڭرة" و"التمييز". وكان أحمد بادوج قد توفي صباح السبت 22 غشت عن عمر يناهز السبعين سنة، فيما توفيت الفنانة ثورية جبران يوم الاثنين 24 غشت عن عمر 68 سنة، أما الفنان عبد الجبار الوزير فقد رحل إلى مثواه الأخير يوم الأربعاء 03 شتنبر عن عمر 92 سنة.