توفي، صباح السبت، الفنان المسرحي والممثل الأمازيغي أحمد بادوج، في المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، الذي ولجه قبل أيام على إثر وعكة صحية مفاجئة، إذ كشفت التحاليل المخبرية التي أُخضع لها بالمستشفى حمله لفيروس كورونا. ونعى عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الأمازيغي والفن والتمثيل المسرحيين الفنان أحمد بادوج، إذ قال الدكتور الحسين بويعقوبي، أستاذ جامعي: "تلقيت، هذا الصباح، بكثير من الأسى، خبر وفاة الصديق الفنان أحمد بادوج، بعد معاناة صحية طويلة، مما جعله لم يتحمل تبعات إصابته بفيروس كورونا.. الفنان بادوج يغادرنا تاركا وراءه تاريخا حافلا في مجال الفن الأمازيغي (المسرح والسينما)، رحم الله الفنان أحمد بادوج ورزق ذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون". وامتلأت الصفحات "الفيسبوكية" لأصدقاء الفنان أحمد بادوج وزملائه في الفن بعبارات التعازي الموجهة إلى أسرة الفقيد، معتبرة أن الواقعة "صدمة كبيرة" و"خسارة للساحة الفنية"، بالنظر إلى تاريخ الفنان بادوج ومساره الفني المتميز واعتباره من الرعيل الأول للمثلين الأمازيغيين والمسرحيين، إلى جانب تجربته الرائدة في مجال الإخراج. الفنان أحمد بادوج، وفق إبراهيم فاضل، المهتم بالشأن الأمازيغي، يعتبر من "بين قدماء الممثلين المغاربة الأمازيغ، ولد سنة 1950، وفي سنة 1968 ترك مقاعد الدارسة ليزاول أعمالا كثيرة كالصباغة والبوبيناج ومارس كذلك كرة القدم. وفي سنة 1972، انتقل إلى مدينة إنزكان ليؤسس أول فرقة أمازيغية للمسرح تسمى 'أمنار'، ومر من فرق عديدة أخرى قبل أن ينضم إلى جمعية تيفاوين سنة 1985، والتي سطع نجمه معها في مجال التمثيل المسرحي". وتابع إبراهيم فاضل متحدّثا عن حياة الراحل: "وفي سنة 1987، كانت بداية بادوج مع أول مسرحية بعنوان 100 مليون، ثم مسرحية كرة القدم سنة 1988. وفي سنة 1989، شارك في تصوير أول فيلم أمازيغي بعنوان 'تمغازت ن وورغ'، ولعب أحمد بادوج دور البطولة فيه، وهو الفيلم الذي فتح باب الأمل على السينما الأمازيغية". "كما شارك أحمد بادوج بأدائه المتميز في العديد من الأفلام الناجحة إلى جانب نخبة من أهرام السينما؛ كالفنان عبد اللطيف عاطيف والفنان الحسين برداوز، قبل أن ينتقل إلى عالم التأليف والإخراج السينمائي الذي درسه في أحد المعاهد الفرنسية، وتمكن من إخراج أزيد من 30 فيلما أمازيغيا"، وفقا للمتحدّث ذاته.