يثيرُ التّحديث المستمرّ للقوّات المسلحة الملكية ردود أفعال إقليمية "متوجّسة"، خاصّة من قبل الإسبان، الذين يربطون أيّ تطوير يمسّ العتاد العسكري المغربي، سواء الجوّي منه أو البرّي والبحريّ، بتهديد محتملٍ لمصالح مدريد، خاصّة على مستوى البحر الأبيض المتوسّط وتعقيداتهِ الإقليمية. وتوقّفت الأوساط الرّسميّة في مدريد عند المعدّات العسكرية الحديثة التي اقتنتها القوّات المسلّحة الملكية، والمتمثّلة في 36 طائرة هليكوبتر أباتشي وأكثر من 200 دبابة قتالية من طرازM1 Abrams وطائرة نقل، ينضمُّ إليها برنامج تجديد طموح لأسطولها الجوي مع دمج 25 طائرة من طراز F-16 C / D وتحديث 23 أخرى من نوع F-16v. وأعرب حزب "فوكس" عن قلقه بشأن تحرّكات المغرب على الحدود الجنوبية لأوروبا، وحثّ الحكومة على زيادة الإنفاق العسكري ليصل إلى 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، حتّى لا يتحوّل "الصّديق القديم" إلى "عدوّ" يهدّد مصالح الاسبان، في إشارة إلى المغرب. ويشيرُ خبراء إسبان في تصريحات لوسائل إعلام إيبرية إلى أنّ "التّحديث العسكري المغربي سيفتحُ الباب أمام المملكة لولوج نادي الدّول التي تملكُ طائرات من الجيل الرابع مع رادارات من نوعAESA ، تشبه إلى حد بعيد تلك المركبة على F-35، جوهرة الجيل الخامس من الجيش الأمريكي". وأبرزت تحليلات الخبراء الإسبان أنّ "المشتريات العسكرية المغربية لا تقتصرُ على الصّناعة الأمريكية؛ ففي عام 2018 اختار المغرب مراقبة نفوذهِ المجالي وأمن اتصالاته عبر قمرين صناعيين فرنسيين، قادرين على توفير المعلومات في الوقت الحقيقي لجهاز المخابرات القوي، بقيمة 500 مليون أورو". وإلى جانب مهام الاستخبارات، تشيرُ ورقة تحليلية ترصد قوّة المنظومة العسكرية المغربية، نشرتها "لانفورماسيون"، إلى أنّه من المرتقبِ أن توقع باريس عقودًا عسكرية مهمة مع الرّباط، مثل بناء فرقاطة محمد السادس متعددة المهام، ونظام المدفعية CAESAR وتحسين نظام الدفاع الجوي قصير المدى. وعلى مستوى العلاقات البحرية مع المغرب، معروف أنّ مدريد تتفوّق على الرباط من حيث القدرات البحرية والتّدريب، كما أنّ "العلاقات مع المغرب مفيدة في جميع المجالات، بدءًا من التجارة إلى التعاون في الشؤون الأمنية والقضائية، من خلال مراقبة الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية". وتعمل البحرية الملكية على تحديث الطرادات وصواريخ هاربون المضادة للسفن، ما قد يمثل، وفقاً لمضامين التّقرير، خطوة إلى الأمام من جانب المغاربة. وشدّد التّقرير على أنّ "مدريد ستواجهُ طائرات F-16 المغربية بدفعة جديدة من 20 مقاتلة Eurofighters ستكلف حوالي 2000 مليون أورو". ويحاول المغرب أيضا تعزيز سرب قواته الجوية؛ إذ اقتنت المملكة مؤخراً 12 من مقاتلات F-16 Viper، من الشركة المصنعة Lockheed-Martin، ستنضمُّ إلى سرب 23 طائرة أخرى من طراز F-16 التي تمتلكها القوات الجوية الملكية، وفق ما جاء في المنبر الإسباني ذاته.