رغم ارتفاع تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد على مستوى مدينة الدارالبيضاء، إلا أن العديد من الأسر فضلت متابعة أبنائها الدراسة الحضورية بدلا من الدراسة عن بعد، وهو ما جعل المؤسسات التعليمية تعيش حالة من الارتباك. وتوافدت منذ أمس الأربعاء العديد من الأسر البيضاوية على المدارس العمومية بالعاصمة الاقتصادية، تعبيرا منها عن رغبتها في متابعة الأبناء الدراسة داخل الأقسام بدلا من المنازل، ما تسبب في اكتظاظ أمام بعض المؤسسات التعليمية. وكشف آباء وأمهات، توافدوا على المدارس لوضع الاستمارة الخاصة بالدراسة الحضورية التي سنتها وزارة التربية الوطنية، أنه رغم خطورة الوباء فإن التعليم الحضوري يظل الحل الأنسب لهم، بالنظر إلى ما يتطلبه التعليم عن بعد من إمكانيات مادية وشروط مراقبة للتلاميذ وغيرها. ولفت هؤلاء في تصريحات للجريدة إلى كون "العديد من الأسر لا تتوفر على الإمكانيات المادية لاختيار التعليم عن بعد، ناهيك عن كون الأمر يتطلب مراقبة دائمة، بينما الآباء والأمهات ملزمون بالعمل لتوفير لقمة العيش". ومن شأن هذا التوافد الكبير للأسر على المدارس أن يخلف ارتباكا في المؤسسات التعليمية ولإداراتها التربوية، خصوصا أنها ستكون ملزمة بتوفير شروط السلامة الصحية لمئات التلاميذ بشكل يومي تفاديا للإصابة بفيروس كورونا المستجد، في وقت كانت الوزارة قررت اعتماد التعليم عن بعد كصيغة رسمية والتعليم الحضوري لمن يرغب في ذلك من الأسر. وأكد مسؤول تربوي في حديث لجريدة هسبريس أن الإدارات التربوية رغم المجهود الكبير الذي ستبذله لاستقبال التلاميذ في ظروف صحية جيدة، إلا أن ذلك يوجب على جميع السلطات التدخل والتعاون لإنجاح العملية. وشدد المتحدث نفسه على كون المؤسسات التعليمية تدرك أن غالبية الأسر ستختار التعليم الحضوري، وهو ما يظهر من خلال الإقبال حاليا، ما سيجعلها غير قادرة على ضمان توفير الإجراءات الخاصة بالسلامة للتلاميذ. وكان وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، كشف في لقاء تلفزي أن حوالي 80 بالمائة من الأسر المغربية اختارت التعليم الحضوري عبر ملء الاستمارة الخاصة بذلك. ومعلوم أن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي كانت قد قررت اعتماد "التعليم عن بعد" كصيغة تربوية في بداية الموسم الدراسي 20202021؛ وذلك في سياق التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من تفشي "وباء كورونا". كما سيتم توفير التعليم الحضوري للمتعلمين الذين سيعبر أولياء أمورهم عن اختياره.