وجد تجار السوق الشهير بالدار البيضاء "درب عمر"، خاصة من أصحاب المكتبات وباعة المحافظ، أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه بسبب الارتباك الحاصل في الدخول المدرسي المقبل إثر القرار الوزاري القاضي بتخيير الأسر بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد. ففي الوقت الذي كانت فيه مناسبة الدخول المدرسي تشكل فرصة لهؤلاء التجار لبيع المحافظ المدرسية، المستوردة ومحلية الصنع، جاء قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي ليربك نشاطهم ويجعلهم في موقف لا يحسدون عليه. ويتخوف التجار في درب عمر، الذين تحدثوا لجريدة هسبريس الإلكترونية، من استمرار هذا الارتباك من طرف الوزارة وعدم حسمها في الموضوع، وهو ما قد يساهم في بوار سلعهم المكدسة بمحلاتهم. ولفت بعض التجار، في تصريحات متطابقة، إلى كون عدم اتخاذ قرار الدروس الحضورية، على غرار المواسم الفارطة، من شأنه إن يتسبب في كساد تجارتهم وتضرر مصالحهم، خصوصا وأن الدراسة عن بعد ستعفي الأسر من اقتناء هذه المحفظات. وأكد هؤلاء أن العديد من الأسر رغم حضورها بشكل مستمر إلى سوق "درب عمر" وسؤالها عن الأثمنة الخاصة بالمحافظ، غير أنها لا تقبل على الاقتناء هذه الأيام، بالنظر إلى انتظارها ما ستؤول إليه الأوضاع في ظل عدم حسم الوزارة في القرار المتعلق بالدراسة. ومن شأن عدم اللجوء إلى الدراسة الحضورية أن يتسبب في أزمة حادة لهؤلاء الباعة؛ إذ يرتقب أن تتراجع مبيعاتهم بشكل كبير بالنظر إلى كون كثير من الأسر في حالة استمرار تطور الحالة الوبائية ستلجأ إلى خيار الدراسة عن بعد، وهو ما سيعفيها ممن اقتناء المحفظات. وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية، على مستوى السوق المذكور، توافد بعض الأسر، رجالا ونساء، للاستفسار عن أثمنة المحافظ دون الإقبال على اقتنائها، مؤكدين أنهم لم يسحموا موقفهم بعد لأنهم لا يعرفون إن كان أبناؤهم سيتابعون الدراسة الحضورية أو عن بعد. وقالت امرأة في حديثها مع بائع للمحافظ: "سنتريّث في اقتناء المحفظة هذه الأيام، لأننا لم نقرر بعد ما إن كانت ابنتنا ستتابع الدراسة بالقسم أم عن بعد"، مضيفة: "في حالة اختيار التعليم عن بعد، لن نكون بحاجة إلى هذه المحفظة، وسنعمل على تعويضها بوسيلة الكترونية تتابع من خلالها ابنتنا دروسها عن بعد". حالة الارتباك هذه أرخت بظلالها أيضا على الباعة الذين كانوا يعرضون الأدوات المدرسية بالتقسيط على طول درب عمر؛ إذ فضل عديد منهم الاستعاضة عنها ببيع الأواني وغيرها، نظرا للغموض الذي يلف الدراسة هذا الموسم. ومعلوم أن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي كانت قد قررت اعتماد "التعليم عن بعد" كصيغة تربوية في بداية الموسم الدراسي 20202021، وذلك في سياق التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من تفشي "وباء كورونا"، كما سيتم توفير التعليم الحضوري للمتعلمين الذين سيعبر أولياء أمورهم عن اختيار ذلك.