خرج العشرات من سكان الجماعة الترابية القروية أوريكة، بإقليمالحوز، مؤخرا في مسيرة احتجاجية للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب، الذي يغيب عن صنابير منازلهم باستمرار. كما رفعت أصوات تستنكر تلوث مياه الشرب بسبب غزو المياه العادمة للفرشة المائية. هشام بلعطار، رئيس اتحاد جمعيات المجتمع المدني بأوريكة، أوضح لهسبريس أن "العطش يهدد سكان المنطقة، لأسباب عدة منها جفاف آبار بمجال ترابي يعرف جريان واد بشكل شبه مستمر، لكن مياهه لا يمكن اعتمادها كمياه صالحة للشرب". وواصل المتحدث نفسه بأن الجمعيات المكلفة بتدبير ماء الشرب تركت لوحدها لمواجهة مشكل كبير يتمثل في توفير ماء الشرب لفائدة حوالي 40 ألف نسمة، مضيفا: "يعاني ما نتوفر عليه من هذه المادة الحيوية من تلوث ناتج عن تسرب مياه الصرف الصحي إلى الفرشة المائية". وأرجع أحمد القبلي، رئيس جمعية أفولكي للتنمية، معاناة سكان عدة دواوير تتوفر صهاريجها على كمية لا بأس بها من ماء الشرب إلى ضعف التيار الكهربائي الموصول بمحرك الصهريج، "ما يجعل القاطنين يستفيدون من مياه الشرب لمدة ثلاث ساعات يوميا فقط، ويدفع الجمعية المكلفة بالتدبير إلى توزيعها بالتناوب". وطالب اتحاد جمعيات المجتمع المدني بتقوية النقط الكهربائية الخاصة بالصهاريج، وحماية ماء الشرب من التلوث، والمساعدة التقنية للجمعيات المكلفة بتدبير الماء على أداء مهمتها. أما عبد العزيز أيت عدي، رئيس جماعة أوريكة، فقال لهسبريس إن المنطقة تعاني من شح في ماء الشرب، خاصة في كل فترة صيف، وإن هذا المشكل يستفحل مع كل موسم تغيب فيه التساقطات المطرية. وواصل المسؤول ذاته: "تدخلنا بحلول مؤقتة، وحاليا من الضروري العمل على توفير ماء الشرب بشكل معقلن، دون مزيد من الهدر للمبالغ المالية؛ لذا وبتنسيق مع عامل إقليمالحوز، الذي يسعى إلى وضع حد لهذا المشكل، تمكنا من رصد غلاف مالي قدره 400 مليون سنتيم لإنجاز دراسة لماء الشرب والصرف الصحي". "آن الأوان لحل مشكل ماء الشرب بجماعة أوريكة بشكل جذري، عبر تكليف المكتب الوطني بتدبير هذا القطاع، الذي وعد بإنجاز هذه الدراسة الشاملة"، يضيف أيت عدي، مؤكدا أن "هذا الغلاف المالي غير كاف، وينتظر تدخل الشركاء من مجلس إقليمي وجهوي، لتوفير ما الشرب للدواوير". وأشار الرئيس ذاته إلى أن الانتهاء من إنجاز سد "واكجديت" سيساعد على توفير حوالي 50 في المائة مما تحتاجه جماعة أوريكة من المياه الصالحة للشرب، وزاد: "ستعمل الجماعة على إحداث مضخات وصهاريج ضخمة ومحطة لتصفية الماء، وتوزيعه على الدواوير وفق منطق الأولوية".