اصطدامٌ جديد بين الطّلبة وعدد من المؤسّسات التّعليمية ذات الاستقطابِ "المحدود" بشأنِ الصّيغة الملائمة لاجتيازِ امتحانات آخر السّنة؛ ففي الوقت الذي يرفضُ فيهِ الممتحنون خوضَ الاختبارات حُضورياً خوفا من احتمال التقاطِ فيروس "كورونا"، تُلزم بعض إدارات الجامعات والكلّيات الطّلبة بالحُضورِ. وتتزايد مخاوف الطلبة من أن يؤدي إجراء الامتحانات بشكل حضوري إلى انتشار فيروس "كورونا" في صفوفهم، فيما سيواجه القاطنون منهم خارج المدن التي توجد فيها الجامعات مشاكل متنوعة، تتعلق أساسا بالتنقل والإيواء. طلبة معهد التكوين في مهن صناعة السيارات بالقنيطرة عبّروا عن تخوّفهم من تداعيات إجراء الامتحانات الحضورية عليهم، وأكّدوا أنّ "اجتياز الاختبارات حضورياً قد يسبّب في مشاكل صحيّة بسبب الاختلاط في الأحياء الجامعية التي خصّصتها الإدارة لفائدة الطّلبة"، مبرزين أنّ "الإدارة لا تطبّق القرارات التي أقرّتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي". وأوضح طلبة معهد التّكوين في مهن صناعة السّيارات، في مراسلة توصّلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "بلاغ وزارة التّربية الوطنية المتعلّق بالمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود، يقرّ بضرورة تقييم المعارف والكفايات عن بعد". وقرّرت إدارة المعهد، وفقاً لتصريحات الطّلبة، فتح الأحياء الجامعية لصالح الممتحنين، وهو ما يتخوّف منه الطّلبة؛ إذ يمكن أن يؤدّي الاختلاط إلى "حدوث كارثة صحيّة، وقد يولد بؤرة وبائية"، خصوصا أنها تستقطب عددا كبيرا من القاطنين القادمين من مختلف جهات البلاد، مما يعزز فرضية تفشي الجائحة في صفوف الطلاب الذين سيعودون إلى ديارهم مجددا. وأشارَ طلبة "معهد السّيارات" إلى أنّ "الإدارة قررت إجراء الامتحانات حضورياً ابتداء من 3 شتنبر المقبل، وقامت بفتح الحي الجامعي التابع للمعهد في وجه جميع المتدربين والمتدربات القادمين من مختلف مدن المملكة كالعيون وطنجة ومراكش وغيرها من المدن التي تسجل حالات كوفيد-19 كل يوم، مع الإشارة إلى أن مدة الامتحانات هي أسبوع كامل". وأوضح الطّلبة أنّهم قاموا برفع طلب إلى الإدارة بشأن إلغاء الامتحانات الحضورية، "لكننا لم نتلق أي جواب عدا التأكيد على أن الامتحانات ستكون حضورية سواء شئنا أم أبينا، على اعتبار أنّها ليست المرة الأولى التي يرفضُ فيها طلبنا بهذا المعهد"، وفق تعبير الطّلبة.