بينما يستعدّ آلاف الطّلبة لاجتيازِ امتحانات آخر السّنة المقرّرة خلال شهر شتنبر المقبل، يعيشُ آخرون على أعصابهم بعدما "تسلّل" فيروس "كورونا" إلى أجْسادهم، محتّمًا عليهم انتظار ما ستُقرّره وزارة التّربية الوطنية والتّعليم العالي بشأنِ طريقة اجتيازهم للامتحانات النّهائية. ولم تتّضح الصّورة لعدد من الطّلبة المصابين ب"كوفيد-19" بشأن طريقة اجتيازهم لامتحانات آخر السّنة المقرّرة خلال شتنبر المقبل، بحيث لم تعلن السّلطات إلى حدود اللحظة عن أيّ إجراءاتٍ خاصّة باجتياز الاختبارات، ولا أعدّت خطّة صحيّة حتّى تضمنَ تكافؤ الفرص بين الطّلبة المقبلين على الامتحان. في مدينة مكناس، يعيشُ أنس، طالب إجازة في سلك القانون، في عزلة تامّة داخل بيتهِ؛ فقد تحوّلت حياته رأساً على عقب بعدما علم بخبرِ إصابته بوباء "كوفيد-19"، موردا: "لا أعرفُ كيف ستجرى هذه الامتحانات، وهل سأضطرّ للذهاب إلى الجامعة أم أنّني سأمنع من الخروج من المنزل". وأضاف الطّالب الذي تفصله عن التّخرج أسابيع قليلة أنّه مصابٌ بفيروس كورونا ولا يملك شهادة طبيّة ويتابع حصص العلاج في المنزل، مؤكّداً أنّه يخشى ضياع السّنة الدّراسية بمبرّر المرض الذي يمنعه من التّنقل إلى الجامعة لاجتياز الامتحان. وبينما يؤكّد بعض الطّلبة أنهم عازمون على الذهاب إلى المراكز لاجتياز الامتحان رغم إصابتهم بفيروس كورونا واحتمال تسببهم في نقل العدوى إلى باقي الطّلبة، يشير آخرون إلى أنّ الوضعية الوبائية المتطوّرة في البلاد تعرّضهم للخطر، خاصة وأنّ المؤسّسات التّعليمية تستقطبُ آلاف الطّلبة يوم الامتحان. ولذلك، يدعو الطّلبة إلى "إلغاء الامتحانات الحضورية لعدم تناسبها مع الأوضاع الصّحية في البلاد، واجتيازها عن بعد مع مراعاة مبدأ تكافؤ الفرص بين الطّلبة، من خلال صياغة امتحانات تراعي هذا الجانب"، مطالبين ب"حصر الامتحانات في الدّروس الحضورية، خاصة وأنّه لم تتقرّر أسابيع للدّعم". ويجد بعض الطّلبة صعوبة في التّنقل بين المدن، خاصة مع إغلاق بعضها التي أصبحت تحتاج إلى رخص استثنائية لمغادرتها، بالإضافة إلى غلاء أسعار التّذاكر في حال توفّرت وسيلة لنقلهم. وينضاف إلى التخوف من جائحة "كورونا" كون العديد من الطلبة باتوا في حالة تيه بعدما لم يقدم مجموعة من الأساتذة الجامعيين على تحديد الدروس التي سيمتحنون فيها طلبتهم، ناهيك عن أن الدروس عن بُعد لم تتم بالشكل الذي كان منتظرا. كما يطالب طلبة المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود باعتماد تقنية اجتياز الامتحانات عن بُعد، لتفادي المشاكل الصحية والمادية التي تواجههم، على غرار ما فعلت بعض المؤسسات الأخرى مثل المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالقنيطرة التي أجرت الامتحانات عن بُعد منذ شهر يوليوز.