نظمت مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين٬ مساء اليوم الخميس بالرباط٬ حفلا تأبينيا للمناضل الجزائري والمغاربي الراحل عبد الحميد مهري٬ حضرته شخصيات سياسية من المغرب والجزائر وتونس وليبيا. وأكدت مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين٬ في كلمة بالمناسبة٬ أن الراحل مهري كان "رمزا له مكانته الخاصة في مسلسل النضال من أجل استقلال الجزائر"٬ حيث "اضطلع بأدوار أساسية في دبلوماسية الثورة الجزائرية وكان مدافعا شرسا عنها". وأضافت أن هذا التأبين لشخصية جزائرية٬ من حجم المناضل مهري٬ يشكل مناسبة للوقوف على أهمية الوحدة التي جمعت المغاربة والجزائريين في الماضي في مقاومة الاستعمار٬ مبرزة أن الراحل "بقدر إيمانه العميق بحل مشاكل الداخل بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية٬ كان مناهضا لكل نزوعات التدخل الأجنبي٬ مدافعا عن حق العرب في تحرير بلادهم من المستعمر٬ لذا كان موقفه ثابتا من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق٬ معتبرا أن النضال من أجل الديمقراطية ومقاومة الاحتلال هما عماد الأمة للانتقال نحو المستقبل". كما أبرزت أن الراحل مهري٬ الذي شغل منصب الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر٬ يعد أحد الذين شاركوا في مفاوضات معاهدة ايفيان التاريخية التي أنهت 130 عاما من حكم الاستعمار الفرنسي للجزائر. وأوضحت أن "إيمانه بوحدة المغرب العربي شكل لديه نقطة ارتكاز٬ حيث كان من أبرز من أطلق مبادرة شعبية لتوحيده سنة 2007 وهي المبادرة التي لقيت استجابة من المئات من مفكري ونشطاء ومناضلي المنطقة بأقطارها الخمسة٬ مقترحا آليات تنقلنا إلى وحدة متينة". واعتبرت باقي الشهادات أن رحيل الفقيد عبد الحميد مهري٬ الذي وافته المنية مؤخرا٬ يعتبر خسارة بالنسبة للجزائر وجبهة التحرير الوطني٬ مشيدة بالمسار النضالي والتاريخي والسياسي للفقيد. وأكدت أن هذه الشخصية الوطنية والتاريخية الفذة لطالما ناضلت من أجل المصالحة الوطنية مع التزامها بتوسيع دائرة المشاركة والمشاورة لكل الجزائريين٬ مشيرة إلى أن مهري كان من بين المدافعين الأوائل عن القضايا العربية وكل القضايا العادلة عبر العالم. وأبرزت كذلك خصال الفقيد الذي كرس حياته في النضال والجهاد في سبيل قضية الجزائر الوطنية قبل أن يساهم بعد الاستقلال مساهمة فعالة في مرحلة بنائها من خلال مختلف المسؤوليات السياسية والحزبية التي تقلدها. حضرت حفل التأبين شخصيات مغاربية وقيادات وطنية سياسية ونقابية وجمعوية وحقوقية٬ فضلا عن أقارب الفقيد٬ منها٬ بالخصوص٬ السادة عبد الإله ابن كيران ومحمد نبيل بنعبد الله وامحمد بوستة ومحمد بن سعيد آت ايدر. ولد الراحل عبد الحميد مهري٬ الذي توفي عن عمر 85 عاما٬ في أبريل 1926 بقسطنطينة بالجزائر٬ حيث انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية٬ وشغل منصب عضو في المجلس الوطني للثورة الجزائرية٬ وعند تشكيل الحكومة المؤقتة شغل منصب وزير شؤون شمال إفريقيا وبعدها منصب وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية. وبعد الاستقلال عíμين أمينا عاما لوزارة التعليم الثانوي ثم وزير للإعلام والثقافة ثم سفيرا للجزائر في فرنسا ثم في المغرب.