قُوبل توجيه وزارة الصحة دعوة إلى مهنيي قطاع الصحة للمشاركة في التجارب السريرية للقاح مضاد لفيروس كورونا بالرفض، معتبرين أن الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة منشغلون حاليا بمعركة مواجهة الجائحة وسط ضغط متزايد نتيجة تزايد أعداد المصابين. وكانت وزارة الصحة قد ناشدت الأطر الصحية العاملة في المستشفيات العمومية بالانخراط التطوعي في التجارب السريرية لاختبار مدى فعالية لقاح ضد كورونا تتمّ في إطار شراكة مع الصين، مؤكدة أن المتطوعين المشاركين في التجارب السريرية سيكونون محميين بالقوانين المؤطرة لهذا الميدان. المعلومات التي حصلت عليها هسبريس تفيد بأن دعوة وزارة الصحة فاجأت هؤلاء الأطر لكونها جاءت في سياق غضب يسود في صفوفهم بسبب عدم استجابة الوزارة لعدد من مطالبهم، وعدم تمتيعهم، إلى حد الآن، بأي تحفيزات، رغم الجهود المضنية التي بذلوها ومازالوا يبذلونها منذ ظهور جائحة كورونا قبل أزيد من خمسة شهور. مصدر من نقابة في قطاع الصحة قال لهسبريس إن الأطر الصحية لا ترفض الانخراط في التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا، "ولكنها لم تشعُر بأي اعتراف يشجعها على الانخراط في ذلك"، مضيفا أن مهنيي القطاع "متطوعون منذ شهور، ويضحون بأنفسهم وبعائلاتهم، وهم معرّضون للخطر مباشرة، وفي خضم كل هذا تأتي وزارة الصحة لتحملهم ما لا طاقة لهم به". وعلى الرغم من أن النقابات الممثلة لهم لم تصدر عنها ردود رسمية إلى حد الآن، إلا أن مهنيي قطاع الصحة لم يرحّبوا بدعوة الوزير للانخراط التطوعي في تحارب لقاح مضاد لفيروس كورونا، "لأنها تعاطت بشكل سلبي مع جميع مطالبنا الأساسية"، يقول المصدر الذي تحدث إلى هسبريس. وزاد المتحدث ذاته قائلا إن "الوزارة لم تكشف إلى حد الآن حتى عن عدد الإصابات في صفوف الأطر الصحية، رغم أن عدد الأطباء المصابين وصل إلى 211، حسب المعطيات التي نجمعها بإمكانياتنا الذاتية، وتجاوز عدد الممرضين المصابين المئات، وهذا في حد ذاته انخراط وتضحية". ووقع المغرب يوم الخميس الماضي اتفاقية شراكة مع مختبر صيني ستشارك بموجبها المملكة في التجارب السريرية للقاح الذي يتم اختباره من خلال متطوعين مغاربة، مقابل أن يكون المغرب من بين الدول الأوائل التي ستحصل على حاجياتها من اللقاح بعد تصنيعه.