بمجرد ما تسرب خبر دعوة وزير الصحة خالد أيت الطالب مهنيي القطاع إلى التطوع والانخراط في التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا، حتى ثار الأطباء في مختلف المجالات والتخصصات رافضين هذا التوجه الذي تفرضه الوزارة، بحكم أنهم منذ بداية الجائحة، وهم متطوعون وفي الصفوف الأمامية لمحاربة الفيروس، سواء على مستوى الميدان أو من خلال التحسيس ونشر الوعي بين المواطنين تجنبا للعدوى والتشدد في الوقاية و الحث على وضع الكمامات واحترام مسافة التباعد والالتزام بنظافة اليدين والتعقيم. وفي اتصال مع العديد من الأطباء، أكدوا لنا، أنهم يرفضون الانخراط في التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا، وأنهم ليسوا "حقل تجارب"، وأن معركتهم حاليا هي التصدي للوباء الذي يسجل ارتفاعا يوميا في عدد الحالات، مع وجود ظروف وأوضاع مزرية داخل أغلب المستشفيات. وأوضح بعضهم، انه ليس ضدا المشاركة في التجارب السريرية للقاح، وإنما ضد سياسة الوزارة اتجاه القطاع الذي كان يعاني منذ سنوات وما يزال، وظهرت نواقصه مع الجائحة. وتفاجأ المهنيون بدعوة ايت الطالب للانخراط في هذه التجارب السريرية، في وقت ما تزال تداعيات تعليق العطل الصيفية وعدم منحهم تعويضات عن الاشتغال في ظروف الجائحة ترخي بظلالها ولم تجد طريقا للحل، كما يتخوف جلهم من أي مواجهة محتملة بين المهنيين وبين الوزير بسبب هذه التجارب السريرية. وكانت وزارة الصحة قد ناشدت الأطر الصحية العاملة في المستشفيات العمومية بالانخراط التطوعي في التجارب السريرية لاختبار مدى فعالية لقاح ضد كورونا تتمّ في إطار شراكة مع الصين، مؤكدة أن المتطوعين المشاركين في التجارب السريرية سيكونون محميين بالقوانين المؤطرة لهذا الميدان. وقد اتصلنا في "تليكسبريس" بعدة مصادر في نقابة المهنيين، وأكدوا لنا انهم لم يصدرا لحد الآن أي بلاغ يندد بهذه الخطوة، ولكنهم ينتظرون ما ستسفر عنه الأيام المقبلة أو الساعات المقبلة، خاصة وأن التجارب السريرية على اللقاح الصيني ستبدأ قريبا بالمسشتفى العسكري والجامعي بالرباط وكذا بالدار البيضاء لفائدة 5000 متطوع حتى يتسنى للمغرب الحصول على اللقاح ضد فيروس كوفيد- 19 في أجال معقولة.