ما زال سكان مدينة شفشاون، وفي مقدّمتهم الفعاليات السياحية المحلية من أرباب الفنادق ودور الضيافة وأصحاب المحلاّت والبازارات والمطاعم والصناع التقليديون وغيرهم، يتطلعون بحرقة إلى إنقاذ ما تبقّى من الموسم السياحي بالمدينة الراشدية، جراء ما خلّفته جائحة "كورونا" من ركود خلال هذه السّنة الجارية، خاصّة أن شهر غشت كان يُشكل ذروة الرّواج السياحي في فصل الصّيف. وإذا كانت معظم شواطئ إقليمشفشاون، المُمتدة على مسافة 120 كيلومترا، تشهد حركة متواصلة وبعض الانسيابية في العبور من المدينة وإليها ومن مدن أخرى، فإن أصحاب العديد من القطاعات الاقتصادية والسياحية ب"الجوهرة الزرقاء" يأملون في أن تشمل هذه الحركية مدينة شفشاون وباقي إقليمها، خاصة أن معظم الأسر تعيش ومنذ سنوات على النشاط السياحي وتنتظر من الجهات المسؤولة تقديم مقترحات وحلول ووضع إجراءات مستعجلة، لتجاوز محنة الحصار المضروب على المدينة وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي بها. فبعدما كانت شفشاون بقيمتها الحضارية والتاريخية وجهة سياحية وطنيّة ودوليّة، أضحت في الشهور الأخيرة تئن تحت وطأة الانتظار والأزمة الخانقة التي خلفتها جائحة "كورونا"، وهو ما انعكس سلباً على معيش سكانها واقتصادها الذي أضحى هشاً؛ الشيء الذي يحتّم القيام برفع تحديات كبرى وقرارات قوية من قبل المسؤولين.. بالإضافة إلى اقتراح بدائل تحفيزية على المديين القريب والمتوسّط، من شأنها أن تعطي نفساً ولو استثنائياً لمقومات الاقتصاد المحلّي.. وكذا الانفتاح على المدن الأقل تضرّراً من الجائحة، مع أخذ كل الاحتياطات الضرورية واللاّزمة بشكل تشاركيّ، خاصة أن سكان شفشاون أبانوا عن وعي كبير منذ بداية الجائحة من خلال المحافظة على صفر حالة، وعلى الرغم من تسجيل بعض الحالات الوافدة على المدينة في الآونة الأخيرة، فإن معظمها تماثل للشفاء. لذا، فالكلّ يراهن وينتظر والمدينة تتطلّع إلى ما هو قادم، فهل من مجيب؟