بخطوات احترازية، تستعدّ مدينة شفشاون وساكنتها التي التزمت بوعي كبير منذ البداية بالحجر الصحي، في سياق تعاونها الوثيق مع السلطات الإقليمية للحد من انتشار جائحة كورونا، للرّفع التدريجي لحالة الطوارئ استعداداً ليوم 10 يونيو القادم، ونفض الغبار عن الكثير من الفضاءات التجارية والقطاع السياحي والخدماتي، وكذا إعطاء الفرصة مُجدداً للصناع والحرفيين والعمال وأرباب المقاهي والمطاعم ودور الضيافة... من أجل استئناف أنشطتهم، خاصة وأنهم تأثّروا بشكل ملحوظ جراء فرض إجراءات الحجر الصحي وحالة الطوارئ بسبب الجائحة التي تجتاح العالم. كل هذا بطبيعة الحال في ظلّ الحرص على الاستمرار في تطبيق شروط الصحّة والسلامة. وإذا كانت مدينة شفشاون وكل إقليمها لم يُسجلا أي حالة إصابة بفيروس "كورونا" المستجد إلى حدّ الآن بفعل التآزر والتلاحم واليقظة، بل وأيضا معاناة البعض في صمت وفي صبر، فإن السكان يعقدون مرّة أخرى آمالا عريضة على السياحة الداخلية، نظراً لما تُشكله من رافد أساسي ومن عوامل جدّ مُؤثرة في دوران عجلة الاقتصاد المحلي، خاصة وأن المدينة أخذت مكانتها السياحية وطنياً وعالمياً، وأضحى صيتها على كل لسان وفي ذاكرة الأجيال متجاوزاً الآفاق. وتؤكد كل المؤشرات أهمية الإعداد لاستقبال الموسم الصيفي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مع وضع خطّة استعجالية وتصوّرات مقرونة بخطوات إجرائية وبمشاورة مختلف الفاعلين، خاصة وأن العديد من الأصوات طالبت برفع تحدي القيام بأوراش تجْيير وتزيين المدينة، والانخراط في حملات نشر صورها التفاعلية والجمالية وتعميمها على منصّات التواصل الاجتماعي، من أجل إبراز رونقها وحضارتها والتّرويج لها سياحياً. وتطالب فئات أخرى بضرورة إجراء تخفيضات تشجيعية من أجل إنعاش السياحة الداخلية، يكون من شأنها تحفيز المواطنين المغاربة على زيارة مدينة شفشاون والاستمتاع بفضاءاتها وسكينتها ومؤهلاتها الطبيعية والمجالية الغنيّة والمُدهشة، والتطلع عبرها إلى نبض الحياة من جديد.