أزمة جديدة يرتقب أن تكابدها وزارة التربية الوطنية في علاقتها بامتحانات التعليم العالي، إذ مازالت نقطة محلات السكن تؤرق الكثيرين ممن سيجتازون هذه الاختبارات بعيدا عن محلات سكنهم الأصلية، التي استقروا بها طوال الفترة الماضية. أول المتضررين هم طلبة الطب والصيدلة، الذين تنتظرهم امتحانات خلال الشهر الجاري، دون أن يتم فتح الأحياء الجامعية إلى حدود كتابة هذه الأسطر، ما دفع بالعديد منهم إلى التشكي من عدم توفير الظروف الملائمة لاجتياز الاختبارات. ومن المرتقب أن يواجه طلبة الجامعات وباقي معاهد التعليم العالي التي تفتقر إلى الداخليات السكنية المشكل نفسه، خصوصا أمام صعوبة اكتراء الشقق لأيام معدودات، واستمرار هواجس الفيروس التاجي، المحدق بمختلف مناطق المغرب. ولم تتضح إلى حدود اللحظة، رغم اقتراب موعد اجتياز الامتحانات، مآلات قضية السكن بالنسبة للطلاب، وهو ما ولد مخاوف كبيرة وارتباكا على العديد من مجموعات البحث عن سكن على مواقع التواصل الاجتماعي. وأوردت مصادر من داخل تنسيقية الطب لجريدة هسبريس أن الوزارة واجهت المطالب الملحة لفتح الأحياء الجامعية بالصمت المطبق، رغم أنها فارغة من الطلاب في الفترة الحالية، عقب تنفيذ إجراء إخلائها وتوقيف الدراسة الحضورية لصالح التعليم عن بعد. وأضافت المصادر ذاتها أن الطلاب ليسوا مستعدين نفسيا، ووجدوا أنفسهم مشردين في مدينة الرباط باحثين هنا وهناك عن أي منزل أو غرفة للكراء في هذه الفترة الصعبة والاستثنائية، ومضطرين للقبول بالأثمان التي تتجاوز قيمتها الراتب الشهري للآباء. وأوضحت مصادرنا من داخل التنسيقية أن الطلبة يتخبطون لوحدهم هنا وهناك، باحثين عن رخص للتنقل وغرف للكراء في جو من الضغط النفسي، والخوف والذعر أيضاً، مطالبة بضرورة توضيح إجراءات إيجاد سكن قبل حلول امتحانات نهاية الموسم الدراسي.