بعد توقف الدراسة لأشهر عديدة بسبب جائحة "كورونا"، تقرر إجراء امتحانات كليات الطب والصيدلة في الأسبوع الثاني من شهر غشت الجاري. القرار أثار امتعاض الكثير من الطلبة بكلية الطب والصيدلة بالرباط، خاصة أنهم يقطنون في مدن بعيدة؛ وهو ما أثار لديهم أزمة السكن في ظل إغلاق الحي الجامعي، إضافة إلى أن كثيرين منهم يقطنون بالمدن الممنوع مغادرتها. وتقول رسالة الطلبة المعنيين توصلت بها هسبريس: "في ظل الأزمة الراهنة، نحن طلبة الطب والصيدلة بالرباط نجتاز لوحدنا الامتحانات في هذه الفترة الحرجة تطبيقا لما جاء به قرار السيد الوزير والذي يقضي بتأجيل امتحانات جميع الطلبة الجامعيين إلى غاية شتنبر باستثناء طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان كما قال". وتواصل الرسالة: "الأغلبية الساحقة منا تنحدر من خارج مدينة الرباط، كنا نقطن بالأحياء الجامعية عندما جاء القرار بإغلاقه وإخراج كل الطلبة كإجراءات احترازية. كنا طول هذا الفترة نستعد للامتحانات ونتساءل دوما عن مصيرنا في فترة الامتحانات التي برمجت في غشت حضوريا بمدينة الرباط، نتساءل: هل تفتح الأحياء الجامعية في وجهنا؟ لكن دون جواب واضح وبتجاهل دون أي رد". وينبه الطلبة إلى أن الحي الجامعي في هذه الفترة فارغ من طلبة المدارس والكليات الأخرى الذين سحبوا أمتعتهم وأخلوا الغرف مما يسهل عملية توزيع هذه الأخيرة على طلبة الطب والصيدلة خلال فترة الامتحانات الاستثنائية وفقا للتدابير الاحتياطية الموصى به؛ "لكن دائما لا مجيب نحن الآن على أبواب الامتحانات لم تتبق أمامنا سوى أيام قليلة وعوض الاطمئنان والاستعداد النفسي لها نجد أنفسنا مشردين في مدينة الرباط باحثين هنا وهناك عن أي منزل أو غرفة للكراء في هذه الفترة الصعبة والاستثنائية، مضطرين أن نقبل بتلك الأثمنة التي قد تتجاوز قيمتها الراتب الشهري لآبائنا، نتخبط لوحدنا هنا وهناك، باحثين عن رخصة للتنقل وغرف للكراء في جو من الضغط النفسي، الخوف والذعر أيضاً". ويتساءل الطلبة قائلين: "ترى هل نحن اخترنا أن تكون الامتحانات في هذه الفترة بالضبط حتى نعاقب هكذا؟ هل نستحق أن يتم إخبارنا بأن الأحياء الجامعية لن تفتح حتى الأسبوع الأخير؟ أهكذا يعامل طبيب وصيدلاني المستقبل خاصة والطالب المغربي عامة في هذه البلاد؟ أليس تنقلنا من منزل إلى منزل بحثا عن الكراء هو من سيعرضنا لخطر انتقال الوباء إلينا وإلى ذوينا؟ يقولون ما ضاع حق من ورائه طالب، لكننا نطالب منذ أزيد من شهرين ولا شيء جنيناه سوى القلق والتوتر لنا ولذوينا الذين لا حول لهم ولا قوة".