سجلت الهجرة غير النظامية من الجزائر في اتجاه الضفة الأوروبية عبر القوارب، خلال الأيام الأخيرة، انتعاشاً كبيرا رغم التداعيات الصحية المترتبة عن تفشي فيروس "كورونا" المستجد. وكشفت وسائل إعلام إيبيرية تنامي نشاط "قوارب الموت" من جديد في جمهورية الجزائر، إذ وصل أزيد من 400 مهاجر غير شرعي على متن قوارب إلى السواحل الإسبانية في أقل من 24 ساعة. واعترضت فرق خفر السواحل الإسبانية قوارب المهاجرين غير النظاميين لدى وصولهم إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، ليتم إخضاعهم للفحوصات الطبية التي كشفت إصابة بعضهم ب"كوفيد-19". وشغلت حركة "قوارب الموت" مشهد التداول الإعلامي في الجزائر، الذي سلط الضوء على الأعداد الكبيرة للجزائريين الذين يصلون بأفواج إلى السواحل الإسبانية والإيطالية في الأيام المنصرمة. وأشارت وسائل الإعلام الجزائرية إلى أن إيطاليا تعد الوجهة الثانية بعد إسبانيا ل"أصحاب قوارب الموت"، حيث تستقبل شواطئ "سردينيا" عشرات المهاجرين غير الشرعيين بشكل مستمر في السنة. ولفتت المنشورات الإعلامية الإسبانية إلى تزايد ظاهرة الهجرة غير النظامية السنة الجارية مقارنة بعام 2019، رغم إجراءات الحجر الصحي المطبقة في بلدان شمال إفريقيا. وأرجعت المصادر عينها دواعي ارتفاع نسبة الهجرة غير الشرعية في الجزائر إلى الوضع الداخلي الذي تعيشه منذ أشهر عديدة، الأمر الذي يدفع الشباب إلى الارتماء في أحضان البحر. وتناولت الشبكات الاجتماعية في الجزائر الظاهرة على مدى الأيام الماضية، إذ يتم تداول صور وأشرطة توثق قصص وصول "الحرّاقة"، وفق التعبير الجزائري، ما جعل عدة صحف أجنبية تتساءل عن أسباب تزامن وصول "قوارب الموت" في توقيت واحد. وسبق أن نبهت المفوضية الأوروبية المملكة الإسبانية بشأن الأعداد المرتفعة للمهاجرين غير النظاميين منذ مطلع العام الجاري، ما جعل الجزائريين يحتلون المرتبة الأولى من حيث الوافدين على مدريد بطريقة غير قانونية، بسبب تزايد نشاط شبكات التهريب، رغم تداعيات أزمة كورونا. وعاشت الجزائر على وقع حراك داخلي، طوال أشهر، يطالب بدمقرطة العملية السياسية، وخلخلة الوضع السياسي الراكد منذ سنوات، قبل أن يوقف فيروس "كورونا" مسيرات الحراك الشعبي.