قبل أيام أجرى موقع "إيلاف" الالكتروني استطلاعا للرأي كشفت نتائجه أن 65% من العرب الذين أدلوا برأيهم في الاستطلاع يرفضون الجنس قبل الزواج رفضا قاطعا ، واعتبروا سؤال " هل أنت مع أم ضد ممارسة الجنس قبل الزواج" الذي طرحته عليهم إيلاف ، لا أخلاقي وغير ذي معنى . وإليكم النتائج الكاملة للاستطلاع كما نشرها الموقع سالف الذكر : 65% رفضوا الجنس قبل الزواج بشكل قاطع ، واعتبروا السؤال لا أخلاقي وغير ذي معنى . 20 % رفضوا الإجابة واعتبروا الموضوع محرجا . 10 % يمارسون الحب (الجنس) قبل الزواج بشكل منتظم . 15 % يمارسونه بالصدفة ويرغبون في ممارسته لكن العرف لا يسمح بذلك . الاستطلاع تم إجراؤه بواسطة البريد الالكتروني ، مما يعطي مصداقية كبيرة لنتائجه ما دام أن لا أحد يستطيع أن يكشف هوية المستجوبين ، وبالتالي تكون فرصة التعبير بصراحة كبيرة جدا ، عكس ما يحدث في استطلاعات الرأي المباشرة . الذي جعلني أفكر في طرح هذا الموضوع أمام قراء "هسبريس" ، ( الذين يتشكلون في غالبيتهم من المغاربة ) ، هو أن الصحافي الذي أنجز الاستطلاع لفائدة إيلاف ، قال بأن نسبة ممارسة الجنس في المغرب وتونس ولبنان قبل الزواج تفوق ما هو موجود في دول الخليج ، واستدل بدراسة سبق وأجرتها " مؤسسة الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري" ( مؤسسة حكومية( ، والتي توصلت إلى أن ما بين 50 و 60 % من الشبان التونسيين مارسوا الجنس قبل الزواج ، وأن ما بين 12 و 18 % من الشابات التونسيات مارسن الجنس بدورهن قبل الزواج . ( هنا يظهر أن بيوت الدعارة تلعب دورا كبيرا في جعل الشباب يمارسون الجنس ، ما دام أن نسبة الفتيات اللواتي مارسنه لا تتعدى 18 % ، في الوقت الذي تصل نسبة الشباب إلى60%.) الدراسة لفتت الانتباه أيضا إلى أن ظاهرة "رتق البكارة" انتشرت بشكل كبير في البلدان المغاربية ، خصوصا تونس والمغرب ، ما يعني أن العلاقات الجنسية قبل الزواج عندنا مفتوحة على مصراعيها . وبما أن "إيلاف" قد حشرت المغاربة في استطلاعها إلى جانب التونسيين على أنهم أكثر الشعوب العربية ممارسة للجنس قبل الزواج معتمدة فقط على الدراسة التي أنجزتها "مؤسسة الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري " ، فمن الواجب علينا أن نرد على هذا الاستطلاع ما دام أن أحدا لم يأخذ رأي المغاربة في الموضوع لكي يتحدث باسمهم . فالجميع يعلم أن المجتمع التونسي أكثر تحررا من المجتمع المغربي بفضل التعديلات الكثيرة التي تم إدخالها على قانون الأسرة في تونس . ومهما يكن ، فالتقارب الجغرافي بيننا ليس سببا كافيا كي يتم تشبيهنا بإخواننا التونسيين وحشرنا في خندق واحد . ولعل السبيل الوحيد لكي نقنع الآخرين بأن المغاربة مستقلون وليسوا تابعين لأحد في فكرهم ولا في أي مجال آخر هو ألا نترك هؤلاء يتحدثون باسمنا في كل مرة ونحن صامتون . وبما أن التكنولوجيا الحديثة تساعدنا كثيرا على إيصال صوتنا للآخرين ، فعلينا أن نفتح أفواهنا عن آخرها لنقول للجميع بأن المجتمع المغربي له عاداته وتقاليده وأعرافه الخاصة ، وأن ما يجمع بيننا وبين بلدان العالم العربي لا يعني أبدا أننا بدون شخصية مستقلة . وربما يعود سبب هذه النظرة "الناقصة" التي ينظر بها إلينا المشارقة إلى ضعف تواصلنا معهم ، فنحن نتواصل بشكل أفضل مع الغرب ، وننسى أن هناك جيرانا نتقاسم معهم اللغة والثقافة وكثيرا من الأعراف والتقاليد ، وتجمعنا رقعة جغرافية واحدة . لكننا نبدو غرباء عن بعضنا البعض . فما رأيك أيها القارئ المغربي ؟ هل أنت مع أم ضد ممارسة الجنس قبل الزواج ؟ أرجو أن تكون الآراء صريحة ، وأرجو كذلك من الذين سيصوتون بالرفض أن يعللوا سبب رفضهم للجنس قبل الزواج ، هل لأنه حرام شرعا ، أم لأن الأعراف تمنع ذلك ، أم لدواع أخلاقية . كي تكون النتيجة النهائية واضحة بما فيه الكفاية . almassae.maktoobblog.com