الحياء وقوانين الشرف والترابط الاجتماعي تمنعه استطلاع إيلاف: العرب أقل الشعوب ممارسة للجنس قبل الزواج يوضح استطلاع اجرته (ايلاف )عبر البريد الالكتروني حول ممارسة الشباب العربي للجنس قبل الزواج ان العرب اقل الشعوب ممارسة له، اذا ما قارنا نتائج الاستطلاع بنتائج استطلاعات مماثلة، المانية وانكليزية واميركية وهندية، و اعتبر البعض سؤال (ايلاف ) لهم عن ممارسة الجنس قبل الزواج لااخلاقيا، وكالوا الشتائم لكاتب التحقيق خلال ردهم على السؤال، في حين التزم اخرون الصمت ولم يجيبوا على السؤال وكأن الامر لايعنيهم، لكن الاغلبية اجابت ب( لا ) لممارسة الجنس قبل الزواج، ورغبتهم في عدم فعل ذلك، في حين اجابت اقلية بممارستهم للامر بصورة منتظمة، واعتبروه امرا طبيعيا لايحمل اشكالية اجتماعية، ومن جانب اخر رفضت اغلب فتيات العرب على رغم ان الاجابة لاتشترط ذكر الاسم. ويرى الشباب العربي ممن مارس ويمارس الحب وهو لم يتزوج بعد، ان تجربة الجنس في هذه الفترة مفيدة لكلا الجنسين، كما انها توفر الفرصة لتفاهم اكثر بين الاثنين قبل ان يقررا الزواج وانجاب الاطفال، ولعل هذا افضل من الطلاق بعد ان يكون هناك اطفال على حد قولهم. "" الجنس بالصدفة... من جانب اخر وجد البعض نفسه مضطرا ب(الصدفة )لان يمارس الجنس بعد ان تعرف إلى )صديقة ) اتاحت له الفرصة لممارسة الحب واستمر الحال مع مرور الايام. في حين يجد اخرون في الجامعات والمعاهد مكانا مناسبا لاقامة علاقات عاطفية تتخللها ممارسات جنسية، ولاسيما ان بعضهم لم يكن قد صاحب فتاة طوال عقدين من عمره لكن ما ان دخل الجامعة حتى تعرف إلى (couple) وسرعان ما تحولت العلاقة البريئة والزمالة الى حب وجنس. وهذا مارواه ل(ايلاف ) الطالب الاردني (قادر حداد) الذي انضم الى مجموعة شباب جامعي من طلاب وطالبات يلتقون نهاية كل اسبوع ويقضون ليالي ممتعة يتخللها رقص ومتعة. يقول حداد انه طوال فترة مراهقته كان يحلم في مصاحبة فتاة يسرها ويبادلها الحديث كما في الافلام لكن ذلك لم يحدث ابدا، الا في الجامعة. ويضيف قبل دخولي الجامعة لم التق فتاة اردنية واحدة ابادلها الحديث بسبب العرف الاجتماعي وثقافة العيب. ويقول ان بعض زملائه يبادلون فتيات الحي الحب لكن نادرا مايؤدي هذا الى ممارسة جنسية قبل الزواج. ويضيف: غير ان حالتي مع زميل تشكل استثناء فقد تعرفنا إلى فتاتين من عائة (متفتحة ) تؤمن بالحب والجنس قبل الزواج. وسالته (ايلاف ) ان كان سيتزوج حبيبته، اجاب: لم اتخذ قرارا بعد لكن اذا مضت الامور على ما يرام فلامانع من ذلك. نتائج الاستطلاع وجاء استطلاع (ايلاف )على شريحة من الشباب العربي كالاتي 65 بالمئة رفض قاطع للجنس قبل الزواج واعتبار السؤال لااخلاقي وليس ذا معنى. 20 بالمئة رفضوا الاجابة واعتبروا الموضوع محرجا. 10 بالمئة يمارسون الحب قبل الزواج وبشكل منتظم 5بالمئة يمارسونه بالصدفة ويرغبون في ممارسته لكن العرف لايسمح بذلك واذا وضعنا نسبة خطأ (عشرة بالمئة )الناتجة من سوء فهم القصد من التحقيق، او المراوغة في الاجابة، او محاباة الحقيقة، فان ذلك لن يغير من النتيجة وهي: الاغلبية من الشباب العربي لاتفضل الجنس قبل الزواج. ولاياخذ الباحث الاجتماعي العراقي عماد الدين جلبي الاستطلاع على محمل الجد، ويقول ان الاجابات تبدو عديمة القيمة امام مخاوف الشباب العربي من الاحباط والبطالة والاعراف الاجتماعية والدينية، ويضيف: من يقول (لا ) يمكن ان يكون قد مارس الامر ولايرغب في الاتيان به. لكن الاستطلاع يفند مايقوله (عماد الدين )لان الاجوبة على سؤال (ايلاف) لاتشترط تحديد اسم المشارك. لكن (عماد الدين ) محق في مايقول من ان الانفعالات الجنسية أثناء سني المراهقة تكون على اشدها، وهي تتحكم في الصداقات بين الشبان والشابات. ويضيف ان الانخراط في علاقة جنسية غير مشروعة في تلك السن يسبب مشاكل كثيرة للفتى والفتاة في المجتمع العربي، وان الفتاة التي ترتبط بعلاقة حب بريئة تكون محل اتهام داخل المجتمع فكيف اذا انخرطت في ممارسة جنسية. موازنة اجتماعية صعبة واجاب على سؤال (ايلاف) بلكنة لبنانية شاب قال مانصه (انا كنت بحب بنوتة كتير امورة و حلوة و كان بلكتير بيني و بينا بوسة ضمة و بس و قررت انو اخطب البنت بس يلي فرقنا هو العناد يلي فيا و راسا الكبير ) ويردف: (طبعا من سابع المستحيلات انو اتزوج بنت اذا ما كانت عذراء مو للشرف و الاخلاص و انو ممكن تخون بعدين، يلي بفكر فيه هو انو الجنس ما بيصير الا اذا كان في حب قوي كتير و ما بحب انو البنت تتخيل حبيبا بلحظة حب بيني و بينا و تقول بعقلا الباطني انو هيك كان يعمل و هيك كان يساوي و صير للمقارنة سواءُ للافضل او الاسوأ ). ويجسد جواب الشاب اللبناني الكثير من البراءة، والثقافة الممزوجة بقيم المجتمع والعرف الاجتماعي. اما الباحثة الاجتماعية يعرب نابلسي فترجع الموضوع الى عملية توازن دقيقة بين مكاسب الخروج على سلطة العرف الاجتماعي والدين او البقاء تحت جلبابه. وهذا التمرد او الخروج يحتاج الى سلطة قوية وهذا ماينقص البنت العربية والمسلمة، ذلك ان نشأتها الاولى تقوم على اساس ان كل خطوة تخطوها هي عيب وانها غير مستقلة في قراراتها وارادتها وانها مسيّرة، وليس لها الحق في تجاوز الخطوط الاجتماعية الحمراء. وفي رايها فان الحرية الفردية والإرادة والتحرر من السلطة كفيلة باتاحة المجال لممارسة الجنس خارج إطار الزواج وانه ليس في الامر مايضير المجتمع. واذا قارنا نتائج الاستطلاع، فان دراسة بينت ان في الولاياتالمتحدة ما نسبته 54% من الذكور، مارسوا الجنس قبل الزواج، وان ما نسبته 35 الى 50% من الإناث، مارسوا الجنس كذلك قبل الزواج، وفي دراسة أخرى أجريت على طلبة الجامعات، ارتفعت النسبة بين الإناث لتصل من 61% الى 77%، وبين الذكور الى ما بين 70% الى 91%. وفي اوروبا لاسيما في هولندا والمانيا والسويد فان علاقات الجنس قبل الزواج اصبحت جزءا من التقاليد الاجتماعية، وان انجاب الاطفال قبل الزواج وتسجيلهم في دوائر الاحوال المدنية امر مألوف لمن عاش في اوربا. الخليج والمغرب العربي واذا قارنا دول الخليج العربية بدول اخرى كالمغرب وتونس فان دول الخليج اقل الدول العربية في هذه الظاهرة، والسبب يعود الى معدل سن الزواج المبكر كما هو الحال في السعودية. في حين ترتفع نسبة العلاقات الجنسية قبل الزواج في دول مثل تونس والمغرب ولبنان حيث تحولت الى شكل من اشكال الدعارة. ونشرت وكالات الانباء الشهر الماضي دراسة ميدانية خلصت الى أن الحديث عن الجنس في المجتمع التونسي لم يعد من المحرمات، وأن ما بين 50 و60% من الشبان التونسيين مارسوا الجنس قبل الزواج. ووفقا لهذه الدراسة التي أعدتها مؤسسة رسمية هي الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري (مؤسسة حكومية) فان ما بين 12 و18% من الفتيات التونسيات مارسن الجنس قبل الزواج. واعتبرت الدراسة أن الحديث عن الجنس في المجتمع التونسي لم يعد ممنوعا، لكن الحديث عن الممارسة الجنسية في حد ذاتها ما يزال ممنوعا اجتماعياً ودينياً. ولفتت إلى أن 9،85% من الفتيات التونسيات يرفضن ممارسة الجنس قبل الزواج، بينما توافق على ذلك 9،11%، في حين يوافق على ذلك 40% من الشبان التونسيين. وبسبب ذلك انتشرت ظاهرة البكارة الصناعية في الأعوام الأخيرة بشكل لافت في صفوف تونسيات ومغربيات فقدن عذريتهن بسبب الجنس قبل الزواج، مما شكل كابوسا مزعجا لرجال كثيرين خوفا من أن تنطلي عليهم حيل رتق وخياطة البكارة. ولايتطابق مع نتائج استطلاع ( ايلاف ) دراسة قامت بها مطبوعة "انفورميشن انترناشونال" المتخصصة في شؤون الدراسات التي تصدر باللغة الانكليزية وتحمل اسما عربيا هو "الدولية للمعلومات"، حيث شمل استطلاعها عددا من الجامعات اللبنانية وتبين أن غالبية الطلاب الجامعيين توافق على ممارسة الجنس قبل الزواج مقارنة بأقلية من الطالبات قبلت ذلك. وبين الاستطلاع ان 61 في المئة من الطلاب أيدوا هذه الممارسة بينما كانت الطالبات أكثر محافظة من زملائهن حيث أيدت ذلك 27.3 في المئة منهن. والجدير بالذكر ان المنظمة الدولية لحماية حقوق المرأة التابعة لهيئة الاممالمتحدة اوصت بضرورة ترك الفتاة في مرحلة ماقبل الزواج ان تقيم علاقة جنسية مع الشخص الذي تراه مناسبا مثلما يفعل الرجل وعدم تقييد حريتها مؤكدة ان هذا حق طبيعي للمرأة بحسب راي المنظمة.