في ظل أزمة النقل التي تصادف عيد الأضحى، يرتمي عشرات الشباب في أحضان "السيارات المشتركة"، أو ما يسمى "الكوفواتيراج"، قصد تفادي "الفوضى" التي تسِم المحطات الطرقية في هذه المناسبة الدينية السنوية. وبعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي، نشطت المجموعات الافتراضية الفاعلة في مجال "السيارات المشتركة" بشكل متزايد، إذ يتقاسم مستعملو هذه التطبيقات أعباء الوقود المستهلك طوال الرحلة، ما يوفّر على "متقاسمي" السيارة أداء تكاليف السفر التي تكون باهظة أحياناً. وفي خضم تفشي فيروس "كوفيد-19" بالمملكة، ارتفع الطلب على "الكوفواتيراج"؛ وهو ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية في الصفحات الاجتماعية المخصصة لذلك على موقع "فيسبوك"، حيث يلجأ العشرات إلى هذه الخدمة من أجل تفادي الاكتظاظ في المحطات الطرقية، وما يمكن أن ينتج عنه من بؤر وبائية. وتقوم خدمة "السيارة المشتركة" على تقديم عروض السفر لمختلف وجهات المغرب، مع تحديد التواريخ المضبوطة وعدد الركاب المسموح بهم عبر صفحات داخلية في الوسائط الاجتماعية، أو من خلال تطبيقات هاتفية، ليتم التفاعل مع العروض من قبل الأعضاء، ثم يتم الاتفاق بخصوص أعباء الرحلة. ولم يعد أغلب الشباب يهتمون بالسفر بواسطة حافلات نقل المسافرين، بالنظر إلى ارتفاع الكلفة المالية في المناسبات الاجتماعية والدينية، بفعل المضاربات التي تلهب أسعار التذاكر، ينضاف إليها الطارئ الصحي الحالي، ما جعل كثيرين يفضلون التنقل إلى مدن الإقامة عبر "السيارة المشتركة". لكن ظاهرة "الخطافة" انتقلت بدورها إلى هذه المجموعات الداخلية، الأمر الذي يثير امتعاض الأعضاء، إذ ينص قانونها العرفي على تقاسم تكاليف الرحلة؛ سواء تعلق الأمر بأسعار المحروقات أو تعريفة الطريق السيار، إلا أن هؤلاء يحددون أسعارا ثابتة للسفر إلى الوجهة، على غرار الحافلات وسيارات الأجرة الكبيرة. وعلاقة بالسفر في عيد الأضحى، دعا رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، المواطنين المغاربة إلى تجنب السفر بهذه المناسبة إلا للضرورة القصوى، لتفادي ظهور بؤر وبائية قد تكون عواقبها وخيمة وتفسد فرحة "العيد الكبير". وأكد العثماني، في ندوة صحافية مشتركة مع وزير الصحة، الأحد الماضي بالرباط، أن المخاطر الصحية المرتبطة بفيروس "كوفيد-19" تبقى قائمة في الفترة الحالية والمقبلة، قائلا: "نريد أن يمر العيد على جميع الأسر بسلام وصحة وعافية".