عادت النفايات والروائح النتنة إلى الانتشار من جديد في جنبات حديقة الجامعة العربية، التي تعتبر أول منتزه تاريخي بالعاصمة الاقتصادية، والتي يزيد عمرها عن قرن من الزمن. فبمجرد انتهاء أشغال إعادة تهيئة أقدم حديقة في مدينة الدارالبيضاء حتى أصبحت مرتعا للمتشردين بسبب الكثير من اللامبالاة من طرف مسؤولي مجلس مدينة الدارالبيضاء وشركة الدارالبيضاء للبيئة، يقول نشطاء جمعويون مهتمون بالبيئة، الذين أكدوا أن المنتزه أصبح يشهد تراكما للنفايات والقوارير البلاستيكية. وأضاف النشطاء البيئيون أن "الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أصبحت الحديقة مكانا مفضلا للمتشردين والراجلين لقضاء حاجتهم الطبيعية، حتى أصبح المرور من جنبات المنتزه شبه مستحيل بسبب الروائح النتنة الناجمة عن هذا الأمر". مسؤول من مجلس مدينة الدارالبيضاء أكد، في تصريح لهسبريس، أن حديقة الجامعة العربية "تخضع حاليا لإصلاحات سريعة في أفق افتتاحها أمام العموم بمجرد انتهاء الأشغال". وكان المسؤولون القائمون على إنجاز مشروع إعادة تأهيل وهيكلة حديقة الجامعة العربية قد أوردوا أنه خصص له غلاف مالي قدر بملايين الدراهم، وسيتم في احترام تام للمناظر الطبيعية التي تعود إلى بداية القرن المنصرم، ومراعاة المعايير المعاصرة المتعلقة بحماية البيئة والتجهيزات التقنية والترفيهية. وأكد متعهدو المشروع أنهم استلهموا الشكل الجديد للحديقة من الأندلس، موردين أن تهيئة الممرات ووجود أشجار النخيل والسقايات المصنوعة من الزليج البلدي يحيل على الحدائق الأندلسية. شركة الدارالبيضاء للتهيئة قالت إن الأشغال التي عرفتها الحديقة تهدف إلى إعادة تأهيل وهيكلة هذا الفضاء التاريخي في مدينة الدارالبيضاء، مع مراعاة المناظر المميزة لبداية القرن الماضي، وكذا المعايير الأحدث المتعلقة باحترام البيئة وبالتجهيزات التقنية والترفيهية.