رغم أن السلطات المغربية عمدت تزامناً مع تفشي وباء "كورونا" في البلاد إلى توفير فضاءات لإيواء عدد من الأشخاص بدون مأوى، إلا أن ظاهرة إغراق مدن بالمشردين عادت مجدداً مع تخفيف تدابير رفع الصحي. وأظهر شريط تناقله نشطاء بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي استقدام مشردين ومختلين عقلياً من مدن مختلفة وتفريغهم بالقصر الكبير عند مدخل المدينة، وهو ما أثار استياء واسعاً لدى الساكنة، خصوصا أن هذا الإجراء يتزامن مع استمرار تفشي فيروس "كورونا". وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إغراق مدينة القصر الكبير بالمجانين والمختلين عقلياً، إذ عند بداية كل موسم صيفي تشهد المدينة ظهور أفراد غرباء عنها يتجولون في الشوارع والأحياء، وفق تصريحات نشطاء بها. رئيس بلدية القصر الكبير، محمد السيمو، الذي سبق أن نبه بالبرلمان إلى إشكالية نقل المجانين إلى المدينة تزامناً مع وجود تحركات ملكية أو حلول رؤساء دول ضيوفاً على المملكة، عبر عن رفضه استقدام دفعة جديدة من المشردين وتركهم عرضة للشارع. وحمل السيمو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة المسؤولية، وقال إنه "لا يعقل أن يتم إغراق المدينة بالمشردين والمجانين في ظل استمرار خطر فيروس كوفيد 19". وأشار رئيس بلدية القصر الكبير، في تصريحه، إلى أنه سيراسل عامل الإقليم ووزير الداخلية عبد الوافي لفتيت من أجل التنبيه إلى خطورة استقدام مختلين عقليا من مدن مجاورة إلى المدينة، موردا: "باراكا علينا المشردين ديالنا". وسجل النائب البرلماني "غياب" دور وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة خلال مرحلة تجميع المشردين من الشوارع في فترة "كورونا" من قبل السلطات المحلية والإقليمية، داعيا الوزارة الوصية على القطاع عبر مديرية التعاون الوطني إلى إنشاء فضاءات مخصصة لإيواء هؤلاء. وشدد رئيس بلدية القصر الكبير على أن "الحكومة مطالبة اليوم بإنشاء مأوى خاص بالمشردين في كل مدينة مغربية، والقطع مع ظاهرة إغراق مدن معينة واستهدافها بهذا السلوك غير المقبول". معطيات رسمية كشفت سابقاً أن عدد الأشخاص الذين كانوا في الشارع وتم إيواؤهم أو إعادتهم إلى أسرهم ناهز 6 آلاف شخص؛ وذلك ضمن الإجراءات التي أطلقتها الحكومة في حربها ضد انتشار وباء كورونا. المعطيات الحكومية أعلنت أنه، إلى حدود 10 أبريل الجاري، جرى التكفل داخل الفضاءات ب5382 شخصا بدون مأوى؛ فيما تم إرجاع 1308 أشخاص إلى أسرهم، معلنة أن ذلك يأتي في إطار المجهود الذي يقوم به أطر ومستخدمو التعاون الوطني والهلال الأحمر، الذين أبلوا البلاء الحسن لإيواء هؤلاء الأشخاص. ورغم هذه المجهودات، سواء من طرف السلطات أو المجتمع المدني، فإن العديد من الأشخاص المشردين مازالوا يجوبون شوارع المدن المغربية، إذ لم تشملهم عمليات الإيواء التي قامت بها السلطات.