قال الشيخ محمد الفزازي، أحد أشهر رموز ما اصطُلح عليه أمنيا وإعلاميا ب"السلفية الجهادية" بالمغرب، إن كل شيخ من الشيوخ الذين أفرج عنهم أخيرا يعد طاقة علمية وفكرية لا يستهان بها وهم فرادى، فكيف إذا تكتلوا وتكاملوا في كيان واحد وإطار واحد؟، مضيفا أن كل واحد من الشيوخ له من الأتباع أعداد هائلة، فكيف إذا تجمع هؤلاء في جمعية واحدة، ثم في حزب واحد؟. وأوضح الفزازي، في تصريحات لهسبريس، أن الشيوخ مجتمعين لهم من الأتباع والمحبين ما يؤهلهم ليكونوا إطارا رسميا يعربون من خلاله عن قناعاتهم السياسية والفكرية، وعن مطالبهم الدعوية والشرعية... واستطرد الفزازي موضحا: "هؤلاء المحبون لا شك أن لهم من الأهالي والأصدقاء والزملاء والجيران... ، ما يجعلهم يوسعون شريحة المناصرين للإطار المرتقب يقينا"؛ في إشارة من الفزازي إلى قرب تأسيس جمعية ثم حزب سياسي قريبا يجمع شمل السلفيين. وتساءل الداعية الإسلامية المعروف: ما المانع إذن من التعاون على البر والتقوى في تجمع يعطي للعمل الجماعي قيمته في دنيا الدعوة والإصلاح؟، ويقطع على العمل الفردي الذي لا يخلو من نقص وتقصير، مهما كان صاحبه جَهْبذا نحريرا؟ ولفت الفزازي، في اتصال هسبريس معه، أن هذا المولود السياسي المرتقب لن يكون بأي حال من الأحوال ندا أو ضدا على حزب العدالة والتنمية، أو أي حزب أو كيان آخر، مبرزا في الآن ذاته "أننا ننشد التكامل والتعاون لصالح ديننا وبلدنا ومواطنينا... لا إنشاء جبهات للصراع والتناطع، حيث نرمي إلى أن نكون مختلفين اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد. وتابع الشيخ "من نستهدفهم بالاستقطاب قصد التأطير والتنظيم هم الذين لم يستقطبهم أحد حتى الآن، والذين بلغوا سن التفكير السياسي ممن كانوا لا يزالون قاصرين، والذين تستهويهم برامجنا وتصوراتنا وأهدافنا"، قبل أن يخلص المتحدث إلى أنها المنافسة الراشدة والشريفة في ساحة سياسية تسع الجميع، في ظل المغرب الجديد والمتجدد على طريقته الخاصة"، وفق تعبير الفزازي. وجدير بالذكر أن العاهل المغربي محمد السادس منح عفوه الملكي على الشيوخ حسن الكتاني وأبو حفص وعمر الحدوشي ليلة ذكرى المولد النبوي، في الرابع من فبراير الجاري، بعد أن كانوا محكومين بسنوات طويلة من السجن على خلفية قضايا "الإرهاب".