دعا إلياس العماري القيادي في حزب الأصالة المعاصرة عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة إلى فتح تحقيق بمعية مصطفى الرميد وزير العدل والحريات حول الاتهامات التي كان بنكيران قد وجهها له بخصوص وقوفه وراء أحداث مخيم اكديم ايزيك، ووراء اعتقال جامع المعتصم القيادي في العدالة والتنمية بداية سنة 2011. وأعلن العماري في حوار مع جريدة "القدس العربي" إنه سامح بنكيران في الحياة والممات، عن ما قال عنه قذف تعرض له "بمختلف أنواع الأسلحة والألفاظ السيئة بل والمشينة"، ملمحا إلى تفاجئه بوصول بنكيران إلى رئاسة الحكومة بقوله "من كان يتصور يوما أن منصف المرزوقي سيضع يده بيد راشد الغنوشي أو أن أبو مازن سيوقع اتفاق مصالحة مع حماس على طاولة أمير قطر بغياب بشار الأسد وحسني مبارك، وأيضا من كان يتصور أن إدريس بن زكري وعبد الاله بن كيران سيتولى كل منهم المسؤولية في تدبير الشأن العام وصناعة القرار في المغرب". وفي الحوار ذاته عرّف العماري الذي أثار الكثير من الجدل في المغرب خلال السنوات الأخيرة، حركة "20 فبراير" على أنها حركة اجتماعية تتجاذبها اجتهادات سياسية مختلفة الى حد التناقض، وأن مصيرها سيكون كمصير كل الحركات المجتمعية السابقة، سواء وصلت إلى مبتغاها وحققت أهدافها التي تنادي بها، أو فشلت أو ماتت وسط الطريق، ولم يستبعد المتحدث أن يشارك يوما في تظاهرات الحركة، رغم أن صورته رُفعت خلال مسيرات للحركة كأحد رموز الفساد، موضحا أن الذي رفع صورته لم يكن سوى أطفال صغار كان يقف ورائهم، مصطفى الرميد وزير العدل والحريات وعبد العلي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، حسب صورة التقطها ابنه وما يزال يحتفظ بها إلياس العماري في إطار وصفه بالجميل، مضيفا أن الصورة التي يحتفظ بها تُظهر أيضا يافطة لحركة "باراكا" التي قال أنها من التنظيمات الموازية لحزب العدالة والتنمية. وحول موقفه من رفع صورته في مسيرات "20 فبراير" أشار إلى أن ذلك تصفية حسابات سياسية مارسها هو ضد أعدائه وخصومه السياسيين قبل أن يمارسها حزب العدالة والتنمية ضده. حزب الأصالة والمعاصرة وفؤاد عالي الهمة كانا حاضرين في حوار إلياس العماري مع "القدس العربي"، حيث اعتبر أن الأصالة والمعاصرة رقما في المشهد السياسي العام يسعى لتجسيد مشروع، في جزء كبير منه مستوحى من دراسات، مؤكدا على أن حزبه لم ينهزم في انتخابات 25 نونبر2011، وأنه جدد شرعيته بعدها "على غرار جميع الأحزاب المغربية الأخرى". وردا على سؤال حول الاتهامات الموجهة للأصالة والمعاصرة باستنساخ تجارب حزبية إدارية سابقة، وأنه خرج من القصر، قال العماري أنه ليس هناك في العالم بما فيه المغرب شيء في الفكر السياسي اسمه الحزب إداري أو غير إداري، مبرزا أن جميع الأحزاب المغربية أسست إما بمساهمة من رجال القصر أو من حول القصر أو مع القصر، ومسجلا إعجابه بفؤاد عالي الهمة "الذي عمل واشتغل على ملفات جعلت المغرب الآن في منآى عن طريقة ونتائج التحولات التي تعرفها عدد من الدول"، محددا هذه الملفات في هيئة الإنصاف والمصالحة وتقرير الخمسينية ومدونة الأسرة. يشار إلى أن أن "حربا" ضروسا دارت بين إلياس العماري وعبد الإله بنكيران خلال السنتين الماضيتين بلغت أوجها مع اعتقال جامع المعتصم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ورئيس مقاطعة سلا تابريكت على خلفية اتهامه بخروقات في قطاع التعمير، خلال يناير من السنة الماضية، "حرب" وصف أثنائها بنكيران العماري بسطالين الجديد وب"السلكوط" وبأوصاف أخرى متهما إياه بالتسبب في مشاكل كبيرة للمغرب.