إلياس العماري يزكي المسكوت عنه بين بنكيران والداخلية لم يسبق لإلياس العماري، الفاعل الجمعوي الذي ارتبط إسمه بموضوع الغازات السامة بالريف، والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، أن تطرق لموضوع علاقة حزب العدالة والتنمية بوزارة الداخلية، طيلة المعارك السياسية والإعلامية التي دارت بين الحزبين، أي الحزب الإسلامي والوافد الجديد. جاء تصريحات العماري ردا على تصريحات أدلى بها عبد الإله بنكيران نهاية الأسبوع الماضي، حيث وجه مجموعة من الانتقادات القديمة والجديدة إلى الأصالة والمعاصرة، حيث لم يتردد العماري في دعوة سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية، إلى "ممارسة اختصاصه كطبيب نفسي لمعالجة الأمين العام لحزبهّ، حسب ما جاء في تصريحات له نشرتها جريدة أخبار اليوم في عددها الصادر الثلاثاء 16 مارس الجاري، كما وصف العماري حزب العدالة والتنمية بأنه "من صنع الداخلية"، مضيفا بأن "الصحافة أشارت في أكثر من مناسبة إلى أن الحزب الإسلامي "خلق بين جدران الداخلية ومن طرف إدريس البصري". كما توقف العماري عن علاقة بنكيران بوزير الداخلية الأسبق، إدريس البصري، قبل الإعلان الرسمي عن تأسيس العدالة والتنمية، وقد تأسس هذا الأخير، تتويجا لتحالف الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، بقيادة مبعوث القصر، الدكتور عبد الكريم الخطيب، وحركة التوحيد والإصلاح، التي كان يتحكم في مقاليدها الثلاثي عبد الإله بنكيران ومحمد يتيم وعبد الله بها. إلياس العماري ويعتبر ملف علاقة الأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية مع إدريس البصري من أكثر الملفات إثارة للحساسية في أوساط أهم الأحزاب الإسلامية، إلى درجة أن أحد صحافي جريدة التجديد، نشر سلسلة حوارات مطولة مع قيادات سابقة من "الشبيبة الإسلامية"، ردا على اتهامات سابقة في الملف إياه صدرت عن مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، وعميل الاستخبارات السابق، الضابط محمد الخلطي، كما جاء في تصريحات أدلى بها هذا الأخير لأسبوعية الأيام في أكتوبر 2005، وأجمعت هذه التصريحات على تأكيد علاقة بنكيران بوزارة الداخلية سابقا. خروج إلياس العماري عن صمته بخصوص الصراع بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، يبدو أقرب إلى رسالة مشفرة إلى عبد الإله بنكيران، بخصوص عدم تجاوز مجموعة من "الخطوط الحمراء" التي حددتها له السلطة عندما سمحت لحركة التوحيد والإصلاح التحالف مع الخطيب رجل القصر من أجل الدخول في العمل السياسي.