بعد توقف اضطراري في الأشهر المنصرمة بفعل التداعيات الصحية ل"أزمة كورونا"، عادت الشركة البريطانية "ساوند إنيرجي"، المتخصّصة في التنقيب عن النفط والغاز، إلى استئناف مفاوضات تسويق غاز الآبار في منطقة "تندرارا" الشرقية، بعدما إعلانها الشروع في محادثات رسمية لتسويق "الذهب الأسود" مع تكتل شركات في المملكة. المحادثات الثنائية همّت شراء الغاز الطبيعي المسال الذي سيتم إنتاجه في حقل "تي 5 هورست"، حسب بيان صحافي صادر عن الشركة البريطانية، بحيث ستحوز المجموعة المغربية، التي لم يُكشف اسمها إلى حين إتمام المفاوضات في حال نجاحها، صلاحية تسويق الغاز الطبيعي في الموقع سالف الذكر حتى 31 دجنبر المقبل. وبشأن اتفاقية بيع الغاز الطبيعي المسال، سيتعين على العملاق البريطاني إنتاج وبيع الغاز للشريك المستقبلي لمدة عشر سنوات. وتُقدر كمية الغاز التي تم التعاقد عليها بنحو 100 مليون متر مكعب من الغاز القياسي في الموسم الواحد، بينما سيلتزم الشريك بدفع كمية سنوية لا تقل عن 90 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، بسعر يتراوح بين 7 و9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. كما كشفت الشركة تقدّم المفاوضات مع مقدمي الخدمات المحتملين بخصوص عمليات تصميم وتشييد وتشغيل مصنع معالجة الغاز الطبيعي وإسالته، مؤكدة أن الأزمة الصحية العالمية عرقلت وتيرة الاشتغال خلال الأشهر الماضية، لكنها تشدد على عزمها اتخاذ قرار استثماري نهائي في النصف الثاني من 2020. ووقعت كلّ من الشركة البريطانية والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، خلال نهاية أكتوبر المنصرم، وذلك بمقر وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، مذكرة تفاهم تتعلق بالشروط الرئيسية لاتفاقية بيع الغاز الطبيعي المخصص لتشغيل المحطات الكهربائية. وتأتي مذكرة التفاهم بعد العرض الرسمي الذي تقدمت به الحكومة المغربية للشركة البريطانية المتخصصة في التنقيب عن الغاز، ماي الماضي، بغية شراء "الذهب الأسود" المُستخرج من آبار "تندرارا" الشرقية، الذي يُتوقع أن تشرع الشركة في إنتاجه من حقول المنطقة سنة 2021. وبلغت الاستثمارات المغربية في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي ما مجموعه 20 مليار درهم خلال عشر سنوات فقط، إذ خصّص ما قدره مليار و800 مليون درهم سنة 2018. ويطمح المغرب، من وراء الاتفاق الموقع مع الشركة البريطانية، إلى تقليص نسبة استيراد الغاز المستعمل في الكهرباء بنسبة تصل إلى ثلاثين في المائة. وتُصنّف الشركة البريطانية ضمن أقوى الشركات الكبرى المتخصصة في التنقيب والبحث عن الغاز الطبيعي والبترول في منطقة شمال إفريقيا، إذ سبق لها أن اشتغلت في غرب الجيزة وميسيدا بجمهورية مصر، إلى جانب عملها في مجموعة من المناطق المغربية إبان الفترة الأخيرة. وسبق للشركة البريطانية أن أعلنت توقعاتها الأخيرة بشأن حجم الغاز الطبيعي في حقل تندرارا، المحددة في خمسة مليارات متر مكعب، إذ قامت بتحديثِ المعدات المتاحة لاستكشاف الغاز من أجل استغلال الموارد الطبيعية التي سيتمّ استخراجها وإنتاجها من آبار "تندرارا" الشرقية.