احتفلت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، عبر مشاركة قطاع المياه والغابات في الندوة الافتراضية التي نظمتها مفوضية الاتحاد الإفريقي بهذه المناسبة تحت شعار "الأولوية للتدبير المستدام للأراضي من أجل مستقبل آمن". وعرف هذا اللقاء مشاركة مفوضة الاتحاد الإفريقي للاقتصاد القروي والفلاحة، والكاتب العام لقطاع المياه والغابات بالمغرب، والأمين التنفيذي للجنة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في منطقة الساحل، إضافة إلى رئيس الوحدة الجهوية لاتفاقية الأممالمتحدة لمحاربة التصحر بإفريقيا. وشكل هذا الاجتماع رفيع المستوى فرصة للمغرب لإبراز الموقف الإفريقي المتعلق بالتدبير المستدام للأراضي، وكذا المنافع المتعددة التي يقوم عليها النهج المبتكر في حيادية تدهور الأراضي. وتم التذكير خلال هذا اللقاء بأن الوضع على مستوى القارة الإفريقية يشهد تدهورًا بنسبة 65٪ من الأراضي الزراعية منذ عام 1950، وبأن 30٪ من الأراضي القاحلة هي حاليا في طور التصحر؛ كما أن معدل اجتثاث الغابات في إفريقيا يفوق ثلاث مرات المعدل العالمي. ومما يزيد هذه الوضعية الهشة تفاقما هو الاعتماد الكبير لساكنة القارة الإفريقية على الموارد الطبيعية. وعلى المستوى الدولي، يصل معدل تدهور الأراضي إلى 12 مليون هكتار سنويا، إذ تعتبر هذه الظاهرة من بين التحديات البيئية الرئيسية. كما أن ثلث الأراضي الصالحة للزراعة والمخصصة للإنتاج عرفت تراجعا خلال العقود الأربعة الماضية، ما يؤثر سلبا على أكثر من 1.5 مليار شخص عبر العالم (20٪ من سكان العالم). خلال هذه الندوة الافتراضية، وبصفته رئيسا للمجموعة الإفريقية لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، قدم الكاتب العام لقطاع المياه والغابات بالمغرب الخطوط الرئيسية للمفاوضات العالمية لتحقيق حيادية تدهور الأراضي ومكافحة الجفاف. كما تم تسليط الضوء على البعد الإفريقي للمغرب من خلال التزام المملكة بجعل طموحات الوحدة والتضامن والتنمية الإفريقية في طليعة جدول الأعمال القاري. وفي هذا الصدد، أشار الكاتب العام لقطاع المياه والغابات إلى انخراط المغرب في العديد من المبادرات في مجال الحفاظ على البيئة، من بينها مبادرة الصندوق الأزرق لحوض الكونغو، ومبادرةS 3 - المبادرة الإفريقية من أجل الاستدامة والاستقرار والأمن، ومبادرة الجدار الأخضر الكبير للصحراء والساحل، ومبادرةA 3 - تكيف الزراعة الإفريقية. وشكلت هذه الندوة الافتراضية مناسبة لاستعراض التوجهات الكبرى للإستراتيجية الجديدة "غابات المغرب"، التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس، مع تسليط الضوء على أهدافها المتعلقة بمحاربة التصحر والحفاظ على القدرات الإنتاجية للأراضي، وعلى الابتكارات التي جاءت بها الإستراتيجية الجديدة من حيث إشراك الساكنة في تدبير الموارد الطبيعية من أجل تحقيق مصالحة حقيقية بين المستغلين وهذه الفضاءات الطبيعية. أما في ما يتعلق بحيادية تدهور الأراضي، ورغم التقدم الذي اعترفت به الأممالمتحدة لهذا المفهوم كعامل أساسي لتحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة، إلا أنه مازال يتعين بذل المزيد من الجهود لإبطاء معدل التدهور. فالتقارير الوطنية المقدمة إلى الأمانة التنفيذية لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر سنة 2018 تظهر أن 17 ٪ من مساحة الأراضي في إفريقيا، أي أكثر من 4 ملايين كيلومتر مربع، تعرف تدهورا بوتيرة ثابتة. أما بخصوص مكافحة الجفاف فتم إحراز تقدم كبير من خلال اعتماد إطار لرصد وتتبع الجفاف، ودعم تنفيذ المخططات الوطنية، وإنشاء مجموعة العمل الحكومية الدولية، لاعتماد التدابير المناسبة لمكافحة الجفاف بشكل فعال. وبهذا الخصوص فقد أعربت المجموعة الإفريقية عن موقفها في مؤتمر الأطراف الأخير الذي عقد في الهند سنة 2019 بشأن إبرام بروتوكول للجفاف. ونتيجة لذلك، أوصت المجموعة الإفريقية، بصفتها منطقة من اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، بأخذ التدابير من أجل صياغة الموقف المشترك لإفريقيا بشأن حيادية تدهور الأراضي ومكافحة الجفاف من خلال إشراك الفاعلين التقنيين والمنظمات الإقليمية للقارة، واتخاذ الخطوات اللازمة للحصول على دعم المجموعات الإقليمية الأخرى المتعلقة بهذَيْن الورشين. كما تمت التوصية بزيادة الجهود لتحويل محتوى المخططات الوطنية لمكافحة الجفاف والأهداف الوطنية الطوعية إلى إجراءات ملموسة وملائمة وقابلة للتحقيق على أرض الواقع، من أجل إحداث آثار إيجابية متوقعة من حيث إعادة تأهيل المناطق المتدهورة وتحسين الظروف المعيشية للسكان.