يسود تخوف كبير في صفوف البيضاويين مستعملي حافلات النقل الحضري "ألزا" من إمكانية انتقال عدوى فيروس كورونا، بسبب الازدحام في بعض الخطوط، في الوقت الذي تفرض فيه السلطات الحكومية تدابير احترازية للحد من الوباء. وعبّر العديدون عن غضبهم وتذمرهم من الوضع الذي تعرفه بعض الخطوط، على غرار خط "الرحمة"، من ازدحام، في غياب تام للتدابير الاحترازية؛ الشيء الذي قد يسهل انتقال الفيروس في صفوف الركاب في حالة وجود مصاب ضمنهم. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا، تظهر من خلالها إحدى الحافلات وهي تغص بالركاب، في مشهد يثير الريبة والهلع في صفوف البيضاويين، معتبرين أن هذا الوضع قد يحول "طوبيسات ألزا" إلى بؤر لوباء كورونا. وكشف محمد أبو الرحيم، نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بقطاع النقل، أن المجلس الجماعي راسل مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء"، التي تشرف على تدبير القطاع في العاصمة الاقتصادية والجماعات المجاورة، من أجل حثها على إلزام شركة "ألزا" بفرض احترام التدابير الاحترازية للوقاية من كورونا في صفوف الركاب. ولفت أبو الرحيم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن المؤسسة المذكورة عملت بدورها على مراسلة شركة "ألزا"، مؤكدا أن ما تم تداوله من صور لإحدى حافلات ألزا "كارثي"؛ ما يفرض ضرورة احترام التدابير الاحترازية الصادرة عن السلطات المختصة من طرف المفوض له تدبير القطاع. وتتحمل مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء"، باعتبارها الجهة المفوضة للشركة بتدبير القطاع، مسؤولية ما يقع داخل الحافلات، حيث يرى المتتبعون للشأن المحلي كونها المعنية بفرض تدابير الحماية والوقاية من فيروس كورونا. وحسب فاعلين بالدارالبيضاء، فإن المؤسسة المذكورة وجدت نفسها في موقف حرج نظرا لأن التدابير الاحترازية تفرض نقل نصف عدد الركاب، فيما عدد الحافلات المستعملة قليل مقارنة مع ما يجب أن يكون. وكانت شركة "ألزا"، المفوض لها تدبير قطاع النقل بالدارالبيضاء، قررت اتخاذ مجموعة من التدابير الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس "كورونا"، تفاعلا مع قرار السلطات الحكومية المغربية. ولفتت الشركة، في بلاغ لها، إلى أنها قررت "تخفيض الحد الأقصى لعدد الركاب لكل حافلة في الخدمة إلى عدد المقاعد المتاحة"، مع "نشر فرق عبر مختلف الحافلات لتوعية الركاب بالمسافات الواجب التقيد بها بين كل مسافر". كما أكدت الشركة، التي تدبر القطاع بالبيضاء والجماعات المجاورة، أنها ستعمل داخل الحافلات على "توزيع المطهر على جميع العاملين بالشركة، وكذا على جميع ركاب حافلات ألزا".