قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، اليوم الثلاثاء، إن المواطنين رحّبوا بقرار الحكومة تمديد الطوارئ الصحية وتخفيف الحجر الصحي والذي جاء استجابة لمطالبهم، مشددا على أنه "تم التمديد مع التخفيف انسجاما مع ما عبرت عنه الفعاليات الوطنية خلال اللقاءات التي عقدتها الحكومة". جاء ذلك ضمن جلسة الأسئلة الشفهية الشهرية المخصصة لتقديم أجوبة رئيس الحكومة عن الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة، والذي خصصته الغرفة الثانية ل "سياسة الحكومة لما بعد رفع الحجر الصحي.. أية خطة إقلاع اقتصادي لمعالجة الآثار الاجتماعية للأزمة؟". وفي مقابل تأكيد رئيس الحكومة على ضرورة "الأخذ بعين الاعتبار بالوضعية الوبائية في المغرب"، اعتبر أن استمرار الحجر جاء للحاجة إلى إطار قانوني للتدخل العاجل لمواجهة الفيروس الذي استمر في المغرب مع ظهور بؤر، مشيرا إلى أن "السلطات تحتاج إطارا قانونيا مستعجلا لحماية المواطنين باعتبار حمايتهم مسؤولية الدولة والحكومة، وليقل من شاء ما أراد". وأكد العثماني أن "القرار كان صعبا، واتخذ بعد حوار متواصل بين أعضاء الحكومة والخبراء"، مشددا على ضرورة التدرج في تخفيف الحجر الصحي باعتباره قاعدة جوهرية دولية، وبعد ذلك التقدم في ثلاث مراحل بناء على تقييم منتظم ومستمر مع إدخال البعد الترابي. "قرار تخفيف الحجر صحي قبل أن يكون سياسيا؛ لأن هدفه حماية المواطنين.. لذلك، لا بد من الحذر واتخاذ الاحتياطات"، يقول رئيس الحكومة الذي دعا المغاربة إلى عدم القيام ب"منذبة" بعدما صبروا لمدة ثلاثة أشهر، مضيفا: "لا يجب أن نهدم عمل الأشهر الماضية مقابل رفض التضحية بأسبوعين أو ثلاثة". وسجل العثماني أن "الحكومة لن تقبل الضغوط في مسألة تخفيف الحجر، لأنها تتخذ القرارات باستشارة الخبراء.. وبناء عليها يتم تحديد ما ستقوم به"، مشيرا إلى أنه "ليس من مصلحة الاقتصاد اليوم أن يقع أي خطأ في الطريق، لأن العديد من العمال والمستخدمين يرفضون العودة إلى عملهم بسبب الخوف من البؤر". العثماني خاطب المغاربة بالقول إن "المطلوب هو التحلي بالصبر للخروج من الأزمة بسلام؛ لأن قرارات الحكومة أثبتت نجاعتها وكانت في الموعد"، مشيرا إلى أن "ما أقدم عليه المغرب مكن من تفادي أزيد من 15 ألف وفاة ومئات الآلاف من الإصابات والآلاف في الإنعاش؛ وهو ما جعلنا نتفادى كلفة كبيرة لأن الأرواح لا ثمن لها". وأكد رئيس الحكومة أن التجربة التي تمت مواجهة الفيروس بها هي تجربة مغربية خالصة لم تستنسخ تجربة أحد، على الرغم من الاستفادة من جميع التجارب، مشددا على أن "كل هذا هو إنتاج لجننا وخبرائنا وإدارتنا الذين يتخذون قراراتهم بناء على ما علمهم الله".