أكد مصدر أمني أن النقاش العمومي الذي أثاره مشروع قانون 20.04، المتعلق بالبطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية في نسختها الجديدة، بشأن تضمين البيانات التعريفية للمواطنين بحرف تيفيناغ، "يغيّب مسألة محددة ومهمة وهي أن هذه البطاقة التعريفية تعتمد كمرجع لها البيانات التشخيصية المضمنة في سجل الحالة المدنية ورسوم الولادة وشهادة الازدياد". وأوضح المصدر ذاته "أن تضمين هويات المغاربة بحرف تيفيناغ في البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية هي مسألة تقنية بالأساس، ولا علاقة لها بأية اعتبارات أو تفسيرات أخرى"، مستطردا كلامه: "ينبغي أولا توفير الوثائق والسجلات المرجعية التي تحدد الهوية الشخصية باللغة الأمازيغية ليتسنى إدراجها في بطاقة التعريف الوطنية، إذ لا يمكن عمليا، في الوقت الراهن، إصدار البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية باللغة الأمازيغية؛ بيد أن الوثائق التي تستند عليها لا تتضمن المعطيات التعريفية بحرف تيفيناغ، لا سيما رسوم الولادة وسجل الحالة المدنية". ونفى المصدر الأمني، بشكل قاطع، التفسيرات والتأويلات التي واكبت هذا النقاش، والتي اعتبرها "غير صحيحة ومشوبة بعدم الدقة"، مؤكدا أن "الاعتبار الأساسي الذي يتحكم في إصدار البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية بالحروف العربية واللاتينية هو الوثائق والسجلات المرجعية، خصوصا سجلات الحالة المدنية ورسوم الولادة التي تكتب حاليا بالعربية والفرنسية، ولا تتضمن اللغة الأمازيغية". وإمعانا في التوضيح، أكد المصدر ذاته أن "تضمين البيانات التعريفية للمواطن بحرف تيفيناغ في سندات الهوية الرسمية يحتاج أولا إلى مراجعة الوثائق المرجعية، لتشمل هي الأخرى الهوية الشخصية باللغة الأمازيغية؛ لأن البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية هي مجرد سند يعكس بيانات الهوية المضمنة في سجلات الحالة المدنية ورسوم الولادة، ولا يمكنها أن تتضمن معطيات تعريفية أو تشخيصية مكتوبة بلغة غير موجودة في الوثائق المرجعية". وفي سياق ذي صلة، أوضح المصدر الأمني: "علاوة على وجوب كتابة الهوية الشخصية بحرف تيفيناغ في سجلات الحالة المدنية ورسوم الولادة، يقتضي إدراج الهوية باللغة الأمازيغية في سندات الهوية مواكبة تقنية ومعلوماتية، لا سيما في الشق المتعلق بتطوير تطبيقات معلوماتية تسمح بتدوين وتضمين المعطيات التشخيصية باستخدام حرف تيفناغ". وختم المتحدث تصريحه بأن "المديرية العامة للأمن الوطني كانت حريصة على المبادرة بإدراج اللغة الأمازيغية في الهوية البصرية التي تميز المقرات والبنايات الشرطية؛ لكن كتابة الهوية بحرف تيفيناغ فهي مسألة مرتبطة بمعطيات تعريفية مرجعية يجب أن تكتب في الأصل بهذا الحرف، ليتسنى تضمينها وتوثيقها في البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية".