النقاش العمومي حول إقصاء الأمازيغية من لاكارط ناسيونال غادي كيكبر في ظل إغناءه بمواقف جديدة. ففي الوقت الذي ينتظر فيه أن تطرح منظمة «تاماينوت» الموضوع على طاولة الحوار عبر تقنية المناظرة المرئية على صفحتها في (فيسبوك) بمشاركة سياسيين وناشطين في الحركة الأمازيغية، عشية عرض مشروع القانون رقم 0420 على لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بالبرلمان، خرج مسؤول أمني ليقدم توضيحات أكملت الصورة حول النقاش الدائر. وقال المسؤول المذكور إن «تضمين هويات المغاربة بحرف تيفيناغ في البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية هي مسألة تقنية بالأساس، ولا علاقة لها بأية اعتبارات أو تفسيرات أخرى»، مشيرا إلى أنه «ينبغي أولا توفير الوثائق والسجلات المرجعية التي تحدد الهوية الشخصية باللغة الأمازيغية ليتسنى إدراجها في بطاقة التعريف الوطنية، إذ لا يمكن عمليا، في الوقت الراهن، إصدار البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية باللغة الأمازيغية، بيد أن الوثائق التي تستند عليها لا تتضمن المعطيات التعريفية بحرف تيفيناغ، لاسيما رسوم الولادة وسجل الحالة المدنية». واعتبر المصدر أن التفسيرات والتأويلات التي واكبت هذا النقاش "غير صحيحة ومشوبة بعدم الدقة"، مبرزا أن "الاعتبار الأساسي الذي يتحكم في إصدار البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية بالحروف العربية واللاتينية هو الوثائق والسجلات المرجعية، خصوصا سجلات الحالة المدنية ورسوم الولادة التي تكتب حاليا بالعربية والفرنسية، ولا تتضمن اللغة الأمازيغية». وأضاف «تضمين البيانات التعريفية للمواطن بحرف تيفيناغ في سندات الهوية الرسمية، تحتاج أولا إلى مراجعة الوثائق المرجعية لتشمل هي الأخرى الهوية الشخصية باللغة الأمازيغية، لأن البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية هي مجرد سند يعكس بيانات الهوية المضمنة في سجلات الحالة المدنية ورسوم الولادة، ولا يمكنها أن تتضمن معطيات تعريفية أو تشخيصية مكتوبة بلغة غير موجودة في الوثائق المرجعية». وأشار إلى أنه «علاوة على وجوب كتابة الهوية الشخصية بحرف تيفيناغ في سجلات الحالة المدنية ورسوم الولادة، تقتضي إدراج الهوية باللغة الأمازيغية في سندات الهوية إلى مواكبة تقنية ومعلوماتية، لاسيما في الشق المتعلق بتطوير تطبيقات معلوماتية تسمح بتدوين وتضمين المعطيات التشخيصية باستخدام حرف تيفناغ»، مجددا التأكيد على أن المديرية العامة للأمن الوطني كانت حريصة على المبادرة بإدراج اللغة الأمازيغية في الهوية البصرية التي تميز المقرات والبنايات الشرطية، لكن كتابة الهوية بحرف تيفيناغ فهي مسألة مرتبطة بمعطيات تعريفية مرجعية يجب أن تكتب في الأصل بهذا الحرف، ليتسنى تضمينها وتوثيقها في البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية.