يُعد الدولي المغربي السابق نبيل باها من بين أبرز اللاعبين المغاربة والعرب الذين تألقوا في الدوريات الأوروبية على مر التاريخ، لاسيما داخل أروقة "الليغا" الإسبانية خلال تجربته بقميص فريق ملقا، الذي كان يعتبر من ركائزه في الفترة التي دافع خلالها عن ألوان "الفريق الأندلسي". ويبقى نبيل باها من بين أبرز اللاعبين العرب الذين تألقوا في "الليغا" الإسبانية، إذ تمكن من تسجيل 14 هدفا بقميص ملقا، كما سبق له أن جاور العديد من الفرق في دوريات مختلفة، أهمها مونبيليه الفرنسي، ونافال وبراغا البرتغاليين، وأيك أثينا اليوناني، ثم داليان إيربين الصيني، وفرق أوروبية أخرى، قبل أن يختتم مساره الكروي بقميص الفتح الرياضي، الذي يشتغل اليوم رفقة إدارته. ويحتفظ المهاجم المغربي، صاحب ال39 عاما، بمجموعة من الذكريات الرائعة في مشواره الكروي الحافل، خاصة مع فريق ملقا، الذي سجل بقميصه العديد من الأهداف الحاسمة، أبرزها هدفه في شباك نادي ريال مدريد الإسباني، وذكريات أخرى مع المنتخب الوطني المغربي والأندية التي لعب لها، وهو ما تطرق له في هذا الحوار المطول مع "هسبورت". في البداية كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟ كنت أعشق كرة القدم منذ الرابعة من عمري، وأحاول دائما أن أُداعبها مع رفاقي في الشارع، قبل أن يُقرر والدي رحمه الله أن يُلحقني بمدرسة كروية بفرنسا في المنطقة التي نقطن فيها، حيث تدرجت في الفئات العمرية قبل أن أنتقل إلى نادي مونبلييه، ومن هناك كانت انطلاقتي في عالم "المستديرة" بشكل جيد. ما هي أول مباراة لعبتها بقميص المنتخب الوطني المغربي؟ ومن هو المدرب الذي وجه لك الدعوة؟. وصولي إلى الفريق الوطني جاء بعد انتقالي إلى فريق نافال البرتغالي، حيث واجهت في مباراة ودية الدولي السابق حسن ناظر، وبعد اللقاء التقيت به إلى جانب رضوان حجري، فأخبرته بأنني أطمح إلى الدفاع عن قميص "الأسود"، فاتصلا بمدرب المنتخب آنذاك بادو الزاكي الذي حل بالبرتغال إلى جانب مساعده عبد الغني الناصيري، لمُتابعتي في إحدى المباريات، حيث بصمت على مستوى، ما جعل الناخب الوطني يُوجه لي الدعوة لأول مباراة سنة 2003 أمام منتخب السنغال، وفزنا بهدف لصفر سجله عبد الإله صابر. هل حققت الحلم الذي كنت تسعى إليه في كرة القدم؟ صدقني أخي إن قلت لك إنني حققت الكثير من أحلامي في كرة القدم، أولها الدفاع عن قميص المنتخب الوطني، ولو أن الفترة لم تكن طويلة، لكنني سجلت أربعة أهداف بقميص "الأسود"، والأمر الثاني هو بعدما تمكنت من اللعب في "الليغا"، وهو الدوري الذي لطالما حلمت باللعب فيه، وقد تحقق ذلك، خاصة بعد تجربتي بقميص ملقا، حيث واجهت كبار نجوم العالم الذين كانت تزخر بهم الفرق الكبيرة كريال مدريدوبرشلونة، كما تمكنت من تسجيل هدف في شباك الفريق "الملكي" في أول مباراة بملعب "سانتياغو بيرنابيو" أمام الريال، وهو الهدف الذي أعتبره الأفضل في مساري الكروي. من هم أبرز نجوم العالم الذين واجهتهم في مسارك الكروي؟. تجربتي في الدوري الإسباني سمحت لي بأن أواجه أفضل النجوم، إذ كان برشلونة آنذاك يُعتبر الأفضل في العالم، بتشكيلة تضم البرازيلي رونالدينهو وميسي والمهاجم صامويل إيتو وكارلوس بويل، وتشافي، وإنييستا، وغيرهم من رموز "البارصا"، بالإضافة إلى أبرز النجوم الذين وجدوا في ريال مدريد في ذلك الوقت. وأنا سعيد باللعب أمام هذه الأسماء العالمية. كيف ترى انتقال "النجم" المغربي حكيم زياش إلى تشيلسي الإنجليزي؟. زياش هو سفير الكرة المغربية وصورتها في العالم خلال الوقت الحالي، وأفرح كثيرا عندما أشاهده يتألق في مسابقات كبيرة. أنا متأكد أنه سينجح أكثر في الدوري الإنجليزي بقميص "البلوز".. احترافه من أجاكس إلى تشيلسي يُذكرني بالبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لعبت ضده عندما كان في صفوف سبورتينغ لشبونة، لكن بعدما انتقل إلى الدوري الإنجليزي رفقة مانشستر يونايتد طور نفسه أكثر وأصبح أفضل بكثير من السابق. وأعتقد أن زياش سيمضي على المنوال نفسه، وأتمنى له كل التوفيق في مساره الكروي. كيف تُقيم عمل المدرب السابق للمنتخب الوطني هيرفي رونار؟ وكيف ترى المدرب الحالي وحيد خاليلوزيتش؟. رونار، قام بعمل كبير مع المنتخب الوطني، بعدما تمكن من التأهل إلى نهائيات كأس العالم بروسيا سنة 2018، بعد غياب دام لسنوات طويلة، كما أن لديه تجربة كبيرة في القارة "السمراء" ساعدته كثيرا، رغم الإقصاء المر من نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بمصر. أما بالنسبة لخاليلوزيتش فلا يمكن تقييم عمله حاليا بحكم أنه جديد العهد مع المنتخب، ويمكن أن نُبدي رأينا فيه بعد أن يلعب سبع أو ثماني مباريات على الأقل. قلت في وقت سابق إن وليد الركراكي سيكون مدربا للمنتخب مستقبلا..كيف ذلك؟. وليد الركراكي بمثابة أخ بالنسبة إلي، لعبت معه سنتين في الفتح والمنتخب الوطني، وعندما كان لاعبا جميع زملائه كانوا يرون فيه الاحترافية وأنه مشروع مدرب كبير، بالنظر إلى الطريقة التي يتعامل بها داخل وخارج الملعب؛ كما أنني فخور بالسنوات التي اشتغلت فيها معه، واليوم هو يُشرف على فريق كبير من حجم الدحيل القطري، وأنا واثق من أنه يطمح إلى تدريب المنتخب المغربي مستقبلا، وسينجح في ذلك، وأتمنى له التوفيق في مساره. فوزي لقجع وبادو الزاكي ومصطفى حجي ما رأيك فيهم؟. لقجع قدم الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية، أنا لعبت في المنتخب المغربي، واليوم أتابع كل صغيرة وكبيرة، وأرى الفرق شاسعا بين الأمس واليوم؛ لقد ساهم في تطوير البنية التحتية بشكل كبير، كما قدم العديد من الخدمات الكبيرة للفرق الوطنية والمنتخبات، وهذا يُحسب له. أما بادو الزاكي فأنا ممتن له دائما وأبدا على كل ما قدمه لي، إذ كان وراء استدعائي للمنتخب، وطريقة اشتغاله مميزة جدا، وأعتبره من بين أفضل المدربين المغاربة، بالإضافة إلى أنه اسم أسطوري في تاريخ الكرة الإفريقية والعالمية. وبخصوص حجي فقد كان نموذجا بالنسبة إلي، إذ كنت أتابع أخباره وأنا صغير، عن طريق أخيه الأصغر يوسف الذي كان يلعب معي في بداية مسارنا. والحديث عن حجي يُمكن أن ألخصه في كلمة "أسطورة". في رأيك لماذا يعجز المنتخب الوطني في كل مرة عن الفوز بكأس إفريقيا؟. أعتقد أن المنتخب المغربي أو أي منتخب في العالم يحتاج إلى الاستقرار التقني، ثم أن يصل إلى المباراة النهائية أو المربع "الذهبي" في مناسبات مختلفة، بعد ذلك يمكنه تحقيق اللقب، والأمر نفسه بالنسبة إلى "الأسود".. الوصول إلى الأدوار النهائية في كل نسخة سيُعطي اللاعبين تجربة أكبر وسيُقربنا من اللقب، كما حدث مع مجموعة من المنتخبات العالمية. كما أنني لا أخفي أننا لم نُوفق في الكثير من المناسبات، كنا فيها الأفضل، لكن لم يُحالفنا الحظ. في الختام هل يُمكن أن نُشاهدك مدربا كبيرا مستقبلا؟. صحيح، أنا أطمح كل يوم إلى أن أكون أفضل من الأمس، لهذا أنا أشتغل وأستفيد، ولدي طموحات كبيرة مستقبلا في عالم كرة القدم، وسأعمل على تحقيقها، بتوفيق الله ثم العزيمة والإرادة.