وضع الدولي المغربي يوسف حجي، مهاجم "نانسي" الفرنسي، نقطة نهاية لمساره كلاعب أعطى الكثير لكرة القدم المغربية، وفرض نفسه كأفضل المهاجمين في تاريخ ناديه. حجي يحكي ل"هسبورت" عن أهم المراحل التي مر منها، معلنا عن افتخاره وعدم ندمه بتاتا لحمل قميص "الأسود"، ومؤكدا أن ذاكرته لن تنسى لحظة مجاورته لأخيه الأكبر مصطفى حجي مع الفريق الوطني. حجي يتوقع بداية صفحة جديدة للكرة المغربية في السنوات القادمة من خلال الخلف المتواجد حاليا، ويبدي افتخاره بالجيل الحالي الذي يرى أن له مستقبلا زاهرا وسيؤكد أن النتائج الحالية هي نتيجة عمل كبير وتضافر جهود كل الفاعلين، كما يثق في قدرة المغرب على تنظيم مونديال 2026 لما عاينه من تطور في السنوات السابقة. لماذا اخترت إنهاء مسيرتك في الوقت الحالي مع "نانسي"؟ أعتقد أنه حان الوقت لفسح المجال للشباب. قضيت وقتا ممتعا بالملاعب وأظن أنني وصلت مرحلة متقدمة في مساري ووجب إيقافها عند هذ الحد. كيف تقيم مسارك الشخصي والجماعي هذه السنة في "الليغ 2"؟ حقيقة مررت من أصعب مواسم حياتي هذه السنة، كنت أهدف إلى إنهاء الموسم هدافا للدوري ولم يتأت لي ذلك، وأظن أنه على المستوى الشخصي قدمت عاما جيدا بتسجيلي ل11 هدفا، لكن الفريق تعذب لضمان البقاء في القسم الثاني الفرنسي. هل ندمت يوما ما على حمل قميص المنتخب المغربي؟ بتاتا، لا يمكنني ذلك لأنني متعلق بالمغرب وتربيتي مغربية أصيلة، أفتخر دائما بكوني أحمل هذه الجنسية، وسأواصل تشريف هذا البلد لأنه يمثل لي الكثير وأعطاني نجومية مع المنتخب المغربي. ما هي أقوى ذكرياتك مع النخبة الوطنية؟ التجربة المغربية مليئة بالذكريات الجميلة، ولن أنسَ مثلا بطولة إفريقيا بتونس سنة 2004 وتواجدي مع الجيل الذي قدم الكثير للكرة الوطنية، فإسعادنا للشعب المغربي وصور الاحتفالات في شوارع المملكة مترسخة في مخيلتي، وتبقى الأفضل في مساري. هناك نقطة أخرى أثرت فيّ بشكل كبير. نظرتي لأخي مصطفى حجي دائما كانت نظرة افتخار منذ الصغر وهو قدوة لي وملهمي في بداية مشواري. وبعد سنوات، وجدت نفسي أجاوره بالمنتخب المغربي بالغابون في آخر مراحله، وكانت بداياتي آنذاك، الأمر الذي أشعرني بالفخر والسعادة. -هل ستتجه للتدريب كباقي اللاعبين المعتزلين؟ نعم، وهي فكرة ليست وليدة اليوم. فمنذ فترة طويلة وأنا أعمل كمساعد مدرب بالفريق، وحملي لشارة العمادة تجعلني مدربا بين اللاعبين، وذاك ما سيجعلني مستقبلا متهيئا نفسيا لهذا العمل. تفضل التدريب في نانسي أو في فريق آخر بفرنسا؟ التجربة كما قلت انطلقت مع نانسي، لكنني لا أمانع في المساهمة بخبرتي مع أي فريق مغربي، ومن الممكن أن أعمل في إدارته التقنية لأنني متشوق للعودة إلى المغرب. على ذكر الفرق المغربية، سبق لك وأن توصلت بعرض من الوداد السنة الماضية، أليس كذلك؟ بلا، توصلت بعرض من الوداد الرياضي للعب معه لهذه السنة في فترة لم أجدد فيها عقدي مع "نانسي"، وكنت قريبا منه بشكل كبير، لكن لم تتم الأمور بالشكل المطلوب، وفضلت إنهاء موسمي في فرنسا. هل تتابع الدوري المغربي؟ وما هو الفريق الذي تشجعه؟ لا أغفل أخبار البطولة الاحترافية، وكما قلت في السابق، فارتباطي بهذا البلد ليس بالكلام فقط، إنني أتابع أي صغيرة وكبيرة، وكنت أود أن أجاور فريقا مغربيا لموسم ما، لكن لم يتم الأمر. بخصوص الأندية التي أتابعها، فأنا من عشاق حسنية أكادير وتابعت مسار الفريق هذه السنة، لقد قدم موسما متميزا استحق به المركز الحالي في البطولة. بالعودة إلى المنتخب المغربي، ما رأيك في مجموعة "الأسود" في المونديال؟ أعتبرها ديربيات قوية بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، يجب أن نكبر في هذه المباريات خصوصا وأننا نمتلك كل المقومات لبلوغ أفضل الأدوار، كما أن الفوز على إيران من بين أهم المراحل التي ستساعد على ذلك، وأؤكد، فثقتي بالمنتخب الحالي كبيرة، وسنفرح جميعا في هذا المونديال. هل تعتقد أن الناخب الوطني هيرفي رونار من بين أفضل المدربين؟ أكيد، رونار من بين أهم الكفاءات في التدريب العالمي، وما يقدمه للكرة المغربية مهم في تاريخها، والنتائج تبرز ذلك بدون مجاملات، والجامعة الملكية لكرة القدم تسهل المأمورية له، ناهيك عن العمل الكبير الذي يقوم به المدير التقني ناصر لارغيت، رغم الانتقادات التي ترافقه حاليا؛ إذ يتأسس عمله على الجانب القاعدي، ونتائجه ستظهر مستقبلا، كما يجب ذكر أن الجيل الحالي من اللاعبين موهوب جدا وله الغيرة الوطنية التي نحتاج إليها، ومن بين الأسماء التي علينا الافتخار بها عميد المنتخب مدافع "يوفنتوس" الإيطالي مهدي بنعطية، وآخرون. من بين المواهب الحالية نرى تطور مستوى زياش، هل له القدرة على بلوغ ما وصل إليه المصري صلاح؟ زياش له قدرات جد متميزة، يلعب في فريق كبير في هولندا، ويمتلك كل مقومات النجاح، وأعتقد أن مستقبله سيحمل العديد من المفاجآت الجيدة، سواء لمساره الشخصي أو حتى للمنتخب المغربي. جاورت شابا مغربيا بنانسي قبل اللعب للمنتخب، هل تتوقع مستقبلا زاهرا لباسي؟ حقيقة، أمين باسي لاعب خلوق ومحب لوطنه بشكل كبير، يتكلم دائما عن المغرب ويحب أن يلعب له في كأس العالم، وعند حديثنا عن الخلف، فباسي من الواعدين الذين سيقولون كلمتهم. "موروكو 2026".. حلم تثق فيه؟ كما قلت، هو حلم مغربي طال انتظاره ونستحقه بعد التغييرات التي طرأت على البنيات التحتية بالمغرب، ونتوفر على ملف قوي هذه السنة رغم المنافسة مع الملف الثلاثي الأمريكي، لكن لنا كامل الثقة في تنظيم هذا الحدث، لما سيعود به من نفع على اقتصاد المغرب وعلى الكرة المغربية. كلمة للمغاربة الذين شجعوك منذ أول ظهور لك كل الشكر والامتنان لجميع المغاربة على دعمهم وتشجيعهم منذ أول مبارياتي، كنت سعيدا باللعب للمغرب وتمثيل هذا الوطن العزيز على قلبي، وأتمنى الازدهار للكرة الوطنية.. أحبكم ورمضان مبارك سعيد للجميع. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com