احتجّ عددٌ من المغاربة العالقين بمليلية المحتلّة، الأربعاء، لدفع السّلطات المغربية إلى التّجاوب مع مطلبهم، الدّاعي إلى إعادتهم ضمن الدفعة الثّانية بعد مرور حوالي شهر من الانتظار، منذ ترحيل الدّفعة الأولى منتصف الشهر الماضي. وردّد المحتجّون، البالغ عددهم حوالي 100 شخص أغلبهم نساء، عددًا من الشّعارات المستنكرة لما سموه "إهمالهم"، إزاء الظّروف الصعبة التي يعيشونها داخل مأوى حلبة الثيران (بلاصة دي تورو) المؤقّت. وندد المحتجون، في الوقفة التي نُظمت أمام مركز الشرطة بمليلية، قبل أن تتحوّل إلى مسيرة صوب المعبر الحدودي بني أنصار، بغياب شروط الحياة والمعاناة التي يكابدونها داخل المدينة المحتلّة. وقالت إحدى المحتجات: "نعيش تشردا حقيقيا كأننا بمثابة المتخلى عنهم بعد هذه المدة الطويلة من تواجدنا داخل مليلية"، مبرزة أن "بعض النّساء أنجبن هنا ويحتجن إلى الرعاية الصحية، وتزداد معاناتهن مع حالة الاكتظاظ الشديد داخل المأوى المؤقت رفقة رضعهن". وقالت محتجة أخرى: "لقد نفد ما كان بحوزتنا من نقود، وكلّ شيء باهظ الثمن في المدينة"، وأضافتْ: "نريد أن نعود إلى بلادنا وإلى أسرنا، لقد صبرنا مدة طويلة، تلقينا فيها وعودا مازلنا ننتظر تحقيقها، لكن دون جدوى". وأشارت المتحدّثة إلى أن بعض العالقين تركوا عائلاتهم دون معيل، خاصة مزاولي التّهريب المعيشي وغيرهم، الذين علقوا بعد إغلاق المعابر الحدودية دون علمهم بذلك، وبات ترحيلهم إلى ذويهم أمرا ضروريا. ويتواجد داخل تراب مدينة مليلية المحتلّة قرابة 300 من العالقين المغاربة، أغلبهم داخل مأوى حلبة الثّيران المؤقت منذ إغلاق المعابر الحدودية وتعليق عملية العبور، في خطوة احترازية من السلطات المغربية لمنع تسلل فيروس كورونا المستجدّ.