بغير قليل من التوجس، لم تستسغ حساسيات متفرقة من المغاربة تغريدة للسفيرة الفرنسية هيلين لوكال، التي تحدثت عن إطلاعها على بعض مضامين تصور لجنة النموذج التنموي، بعد أن تداولت الأمر مع رئيسها، شكيب بنموسى، خلال لقاء جمع الطرفين. لوكال تحدثت في التغريدة المثيرة للجدل عن تقديم شكيب بنموسى لبعض نقاط النموذج التنموي؛ لكن في المقابل سجلت تغريدة للجنة عن أن الحديث انصب أساسا حول العلاقات بين البلدين والقارتين بعد أزمة كوفيد، مسجلة أن اللقاء جاء بطلب من السفيرة. ووجّهت العديد من الأوجه الحقوقية انتقادات كبيرة إلى شكيب بنموسى، معتبرة الأمر ماسا بسيادة البلد، أمام عدم إطلاع الملك محمد السادس إلى حدود اللحظة على المضامين، كما أن الهيئات التي شاركت في التداول بشأنه اكتفت باستعراض تصورها فقط. وتظل مضامين النموذج إلى حدود اليوم غير معروفة، ومن المرتقب أن يستمر التداول حولها لستة أشهر إضافية، بعد موافقة الملك محمد السادس على تأجيل موعد التسليم، بالنظر إلى المتغيرات الكبيرة التي حملها "كوفيد 19" على العالم. وقال مصدر مسؤول داخل لجنة النموذج التنموي إن البوليميك الرائج حاليا فارغ من أي محتوى، مشيرا إلى أن السفيرة الفرنسية سبق أن خرجت بتغريدات غريبة، بنفس التوجه، مثلا إهداء 50 أداة طبية بسيطة من فرنسا للمغرب، وكأن المملكة بحاجة إلى الأمر. وأضاف مصدر جريدة هسبريس الإلكترونية أن الأمور جد عادية بالنسبة للجنة، فهي تتلقى طلبات مؤسسات دولية بشكل دوري، من أجل إطلاعها على التجربة المغربية، مسجلا اعتماد الأعضاء للمقاربة التشاركية مع مختلف الجهات. وأوضح المتحدث أن طلب تمديد مدة الاشتغال فكر فيه أعضاء اللجنة وناقشوه مع عديد الأطراف، مؤكدا أن التعامل مع أطراف خارجية يتم على الدوام (لقاء مع سفارة بريطانيا وأمريكا - استقبال وزيري الخارجية السابقين بفرنسا وإسبانيا على المباشر). وأشار مصدر هسبريس إلى أن الوحيد الذي سيطلع على التقرير في صيغته النهائية هو الملك محمد السادس، في حين أن الغرض من النقاش مع مختلف الخبراء والمتدخلين هو الاستفادة ومحاولة إغناء التصور بمختلف التجارب.