بينما مازال المغاربة يجهلون تفاصيل نموذجهم التنموي الجديد الذي عهد إلى لجنة يترأسها سفير المغرب بفرنسا، شكيب بنموسى، إعداد تصور بشأنه، تشير معطيات إلى اطلاع سفيرة فرنسابالرباط، هيلين لوغال، على تقرير مرحلي بخصوصه، في الوقت الذي أُعلن قبل يومين عن تمديد الملك للجنة المذكورة مهلة إضافية من ستة أشهر قبل أن ترفع إليه تقريرها النهائي. السفيرة هيلين لوغال، كشفت في تغريدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن شكيب بنموسى قدم لها خلال اجتماع عقداه صباح الجمعة تقريرا مرحليا عن النموذج التنموي الجديد، قبل أن تضيف في تعليق مرافق للتغريدة: “آفاق واعدة للاتفاق الاقتصادي الجديد بين الرباط وباريس”. وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، هذه التغريدة وأعربوا عن سخطهم حيال مضمونها، مؤكدين أن الأمر شأن مغربي مغربي صرف، ولا يجب السماح لأي جهة خارجية كيفما كانت للتدخل في أمور سيادية مثل النموذج التنموي الجديد، في وقت دعا فيه آخرون إلى وجوب إقالة شكيب بنموسى إثر هذه “الفضيحة”. كما ذهبت أغلب التدوينات الغاضبة في اتجاه انتقاد طريقة التعالي الواضحة التي تحدثت بها الدبلوماسية الفرنسية عن لقائها بالسفير المغربي لدى عاصمة الأنوار، لافتين إلى أنها تعيد إلى الأذهان تغريدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أسابيع، التي حملت رسالة بصيغة الأمر إلى السلطات المغربية بضرورة العمل على إعادة المواطنين الفرنسيين العالقين بالمغرب إلى بلدهم. هذا اللغط، دفع اللجنة الخاصة بإعداد تصور للنموذج التنموي الجديد، إلى إصدار توضيح جاء فيه أن رئيس هذه الأخيرة “قام بإجراء حديث عن بعد مع السفيرة الفرنسية بطلب منها، على غرار لقاءات سابقة مع سفراء لبلدان صديقة وممثلين لمؤسسات دولية”. وتابع المصدر ذاته: “كان هذا الحديث فرصة لتناول العلاقات بين المغرب وفرنسا وبين أفريقيا وأوروبا بعد الكوفيد19، ونتائج هذه الأزمة والتحديات التي تطرح”.