أطفأت (رونو - المغرب)٬ مستهل فبراير الجاري٬ شمعة مرور 84 سنة على تواجدها بالمغرب٬ وهي قصة حب ستستمر لا محالة٬ مع إطلاق وحدتها الصناعية "رونو - نيسان طنجة" بملوسة٬ أحد أهم المواقع الإنتاجية للسيارات بحوض المتوسط. ويأتي إحداث هذا المصنع الجديد٬ الذي دشنه الملك محمد السادس ٬ الخميس 9 فبراير الجاري٬ على بعد مسافة قصيرة من الضفة الشمالية للمتوسط٬ والذي يسعى إلى غزو الأسواق العالمية٬ لترسيخ الثقة في قدرات المغرب الصناعية ومؤهلاته التنافسية٬ خاصة على مستوى "المهن العالمية" (السيارات والطيران والإلكترونيك والأوفشورينغ). وقد نشأت قصة الحب الرائعة هاته٬ في ثاني فبراير من سنة 1928 مع أول فرع لشركة رونو بالمغرب تحت اسم "الوكالة المغربية لسيارات رونو"٬ لتصبح سنة 1933 "الشركة المغربية لسيارات رونو". وبعد الاتفاق القاضي بتكليف الشركة المغربية لصناعة السيارات بعملية التركيب٬ أقدم المصنع الفرنسي سنة 1966على إنتاج أولى السيارات المعروفة بíœ "رونو 4 " و "رونو 16 " من مجموعة السلسلة الإنتاجية المسماة بíœ (سوماكا)٬ قبل أن يجعل من هذه الأخيرة فرعا تابعا له سنة 2005 وإطلاق عملية تجميع وتركيب سيارة (داسيا لوغان) خلال النصف الثاني من نفس السنة. وقد مكن هذا الارتباط القوي بين المغرب والمجموعة من الصمود أمام كل محاولات الاندماج أو الانصهار أو حتى الاختفاء الكلي عن الساحة٬ بعد الوضع الذي أصبحت تعيشه صناعة السيارات عبر العالم. ومن شأن هذه الوحدة الجديدة أن تدعم هذا الرابط وتقوي أكثر منتوج السيارات ذات الكلفة المنخفضة. ومما حفز رونو على المرور إلى مستوى آخر من الإنتاج وجعل المغرب في قلب استراتيجية المجموعة في مجال (التكلفة المنخفضة)٬ احترام الآجال القصيرة للتسليم٬ بالنظر للقرب الجغرافي لمعمل (ملوسة) من أوربا٬ وهي ميزة تعززت أكثر بتوفر البنيات التحتية الضرورية واليد العاملة المؤهلة والاستفادة من الإعفاءات الجبائية. ومنذ إنشاء الشركة بالمغرب٬ ما فتئت علامة رونو تشكل جزءا من الحياة اليومية للمغاربة من خلال النماذج المتعددة لهذا المنتوج من السيارات التي أصبحت بفضل الأثمان المشجعة لفئة السيارات الاقتصادية٬ تجوب مختلف شوارع البلاد٬ ملبية بذلك حاجيات جميع الشرائح والعديد من الأذواق٬ انطلاقا من الفلاح والمقاول ومرورا بالموظف والحرفي. وقد ساعد الوضع المريح الذي تعيشه المجموعة منذ بضع سنوات بفضل علامتها التجارية المفضلة لدى المغاربة٬ على انتزاعها حصة 37 في المائة من حجم سوق السيارات بالمملكة سنة 2011٬ إذ تمكنت من بيع 41 ألف و501 سيارة من نوع "رونو وداسيا". ولم يتوقف ابتكار المجموعة عند هذا الحد٬ بل سيتعزز منتوجها سنة 2012 بميلاد نوع (لودجي) التي تتسع لخمسة إلى سبعة مقاعد٬ وهو من أولى النماذج الصناعية التي سيتم إنتاجها داخل أوراش مجمع رونو - نيسان طنجة. وقد بصمت سيارة رونو المخيال المغربي طيلة عقود٬ من خلال السيارة الشهيرة ( رونو 4 )٬ صغيرة الحجم٬ البسيطة والمتعددة الوظائف٬ والتي لا تزال تستهوي الكثيرين على الرغم من مضي 50 سنة على ابتكارها٬ وقد جذبت مئات الآلاف من المغاربة الذين تربطهم وإياها حكايات فريدة. ومن جهتهم٬ أكد المولعون بالرياضات الميكانيكية عن مشاعرهم القوية إزاء سيارة رونو التي توجت بعد أشهر من دخولها المغرب بانتزاع الرتب الثلاثة الأولى ضمن الجائزة الكبرى للمغرب سنة 1928٬ حيث كان بمثابة فوز تاريخي تلته نجاحات أخرى بعد مرور أربعين سنة٬ بفوز (رونو 8 كورديني) في رالي المغرب و(ألبين أ 110) في ذات الرالي المنظم سنة 1974. ويعكس الرالي (4 إيل تروفي)٬ الذي يعد من أجمل المغامرات ذات البعد الإنساني٬ النجاحات التاريخية لهذه السيارة بالمغرب٬ إذ يخصص للطلبة المهووسين بخوض غمار تجارب غير مسبوقة تجمع بين التحدي الرياضي واستكشاف جماليات الطبيعة وروح التضامن. وكان المولعون برالي دكار ذي الصيت العالمي٬ هم أول من بلور فكرة تنظيم هذه المسابقة التي سيرعاها هذه السنة بطل العالم للراليات جون لويس شليسير٬ والتي شاءت الصدف أن تنطلق النسخة ال15 عشرة منها٬ أسبوعا فقط بعد تدشين مصنع (ملوسة) بطنجة. وسيجوب هذا الرالي مسافة ستة آلاف كلم موزعة بين فرنسا وإسبانيا والصحراء المغربية٬ وقد عرف هذه السنة تسجيل أزيد من ألفين و700 متنافس في هذه المغامرة الشيقة٬ بعد أن كان عدد الطواقم في دورته الأولى سنة 1998 لا يتجاوز الثلاثة. وستكون هذه الجولة إنسانية بامتياز٬ حيث سيحمل فيها المتبارون أدوات مدرسية لأطفال البلد المستقبل للرالي كحلقة أخرى من قصة الحب هاته اللامنتهية بين المملكة ورونو.