استبعد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم الخميس، افتتاح المساجد في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، رغم إجراءات التخفيف من القيود التي فرضتها السلطات ضمن حالة الطوارئ الصحية. جاء ذلك ضمن دراسة موضوع التدابير التي اتخذتها الوزارة لتمنيع وتحصين مختلف الأنشطة التي تسهر عليها، وخاصة ما يتعلق بدعم وتقوية التأطير الديني للمواطنين في ظل جائحة كورونا، بلجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب. التوفيق قال إن العودة إلى المساجد ستكون بناء على ما ورد في فتوى الإغلاق، التي نصت على أن "هذا الإجراء لن يستمر، وستعود الأمور إلى نصابها بإقامة الصلاة في المساجد بمجرد قرار السلطات المختصة بعودة الحالة الصحية إلى وضعها الطبيعي"، مشددا على أن الأمر يتعلق بالسلطات وليس بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأضاف وزير الأوقاف أنه في حال اتخاذ القرار بإعادة فتح المساجد، "لا أتصور أن يتم ذلك بكيفية خاصة، فلا يمكن أن نقول إنه سيتم أداء الصلاة من طرف عدد محدود أو غير محدود أو استعمال مقياس الحرارة، لأنه إما اتخاذ القرار بالفتح الكلي أو استمرار الإغلاق". وتساءل التوفيق: "لماذا المسجد؟ خصوصا أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً)، أي إن الأرض كلها مسجد للمسلم"، مضيفا أن "الهدف هو الجماعة، لذلك يجب البحث عنها وليس المسجد". وزير الأوقاف أكد أن "المساجد يتم بناؤها للصلاة فيها جماعة، وإذا حال أمر دون ذلك، فيجب أن ننتظر رفع البلاء، مثلما هو الحال مع جائحة كورونا، لأنه لا يمكن تصور أن البعد في المسجد يمكن أن يحل الإشكال الصحي"، معتبرا أن "السجود في نفس المكان يمكن أن ينقل العدوى، ولا يمكن تعقيم 52 ألف مسجد عند كل صلاة". يأتي هذا في وقت سبق أن أفتت الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى بضرورة إغلاق المساجد في المملكة، وذلك بناء على طلب الفتوى الموجه إلى المجلس الأعلى من أمير المؤمنين الملك محمد السادس. وشدد المجلس على أن الفتوى "تأتي نظرا للضرر الفادح الناجم عن الوباء الذي يجتاح العالم، واعتبارا لما صدر من توجيهات من الجهات المختصة، بما فيها وزارة الصحة، بهدف الحرص على الوقاية من الفيروس بإغلاق أماكن عمومية وخصوصية".