عاد المعبر الحدودي تاراخال مرة أخرى إلى فتح أبوابه في وجه المغاربة العالقين بثغر سبتة المحتل، ليلة السبت الأحد، وسط صمت غير مبرر كمم أفواه المسؤولين الإقليميين المغاربة للتواصل مع المواطنين أو وسائل الإعلام بغرض تنوير الرأي العام. علامات الحيرة والأسى بادية من بعيد على طول المعبر الحدودي، رافقت عملية إجلاء المغاربة العالقين بالمدينة السليبة، والتي شابها التشنج والتخبط بعدما أدرجت أسماء عدد من الأشخاص غير المحصيين ضمن اللائحة التي تتوفر عليها السلطات المغربية؛ وهو الأمر الذي خلق توترا في صفوف المتضررين الذين صبوا غضبهم عند بوابة المعبر بحثا عن جواب مقنع لأسباب منع دخولهم. مشاهد وأحاسيس جياشة وليلة عصيبة تنضاف إلى 45 يوما أكثر قساوة عاشها عدد من المواطنين في ظروف مزرية، اختلطت فيها دموع الأسى بجراح الخذلان، بعدما تشبث الجانب المغربي بقرار رفض دخول الأسماء غير المدرجة في اللائحة التي تتوفر عليها السلطات المغربية بناء على قاعدة بيانات والتي تضم سياحا وعمالا ومستخدمات عاملات بالبيوت. ووصفت مصادر متطابقة عملية إحصاء واختيار العائدين بغير المفهومة، بعدما جرى قبول شخص واحد من كل أسرة؛ وهو الشيء الذي اعتبره البعض سيزيد من تعميق المعاناة بدل جمع شمل الأسر المكلومة وإعادتها إلى منازلها بعد شهور طويلة من البؤس وفصول من الحرمان، بعدما قامت السلطات المغربية بإرجاع حافلتين على متنهما قرابة 53 شخصا غير محصي ومنع دخولهم. وفي الوقت الذي كان من المنتظر مباشرة عملية ترحيل 100 مواطن من العالقين ضحايا إغلاق معبر سبتة في ال13 من شهر مارس الماضي في وجه حركة تنقل جميع الأشخاص والعربات، في إطار إجراءات احترازية لمحاصرة تفشي وباء كورونا المستجد، كشفت مصادر قريبة من العملية أن حوالي 57 فردا فقط من سمح لهم بالعبور. وجرى توجيه أفراد المجموعة الثانية عبر حافلتين للركاب صوب منتجع البنك الشعبي بمدينة الفنيدق، بعدما تأكد القائمون على العملية من هويات المستفيدين وتخطيهم مرحلة الكشف الطبي الذي يؤمنه طاقم تابع لمندوبية الصحة بعمالة المضيقالفنيدق من أجل قياس حرارتهم والاطمئنان على سلامتهم. وكشفت المصادر ذاتها أن أفراد المجموعة الثانية من العالقين المحصيين من طرف السلطات الذين سمح لهم بالعبور سيتم إيداعهم بمراكز وفنادق خصصتها السلطات المغربية، حيث سيبيتون بها في أفق إخضاعهم للحجر الصحي أولا، والتحاليل المخبرية للتأكد من مدى سلامتهم وخلوهم من كوفيد 19. جدير بالذكر أن عملية ترحيل المغاربة العالقين بمدينة سبتةالمحتلة انطلقت الجمعة الماضية، وشملت حوالي 200 شخص تم توزيعهم على فنادق بالشريط الساحلي بعمالة المضيقالفنيدق، حيث جرى تمكينهم جميعا من تحاليل مخبرية فور وصولهم إلى مراكز الإيواء.