بدا المكان خاليا، والحركة متوقفة..لا مواطنين ولا حافلات، وحتى الضوضاء التي كانت تعرفها المنطقة انعدمت. أكبر محطة طرقية في المملكة متوقفة بسبب فيروس كورونا، وحركة التنقل التي كانت تؤمنها بشكل يومي صارت في خبر كان. في مثل هذه المناسبات الدينية والأعياد الوطنية كانت محطة أولاد زيان بقلب الدارالبيضاء قبلة لجميع الراغبين في السفر صوب جهات المملكة. كان العثور على مقعد في حافلة من الحافلات للوصول إلى وجهتك يتطلب الحضور مبكرا وتحمل الضوضاء والازدحام وأحيانا الدخول في مناوشات ومشاجرات. صباح اليوم الجمعة، وخلال زيارة قامت بها جريدة هسبريس الإلكترونية إلى محطة أولاد زيان، كان الهدوء سيد المكان، عدا بعض المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء، الذين مازالوا يتواجدون بجوارها يبحثون عن مساعدات من المارة في ظل هذه الجائحة. وتسببت حالة الطوارئ الصحية، التي نجمت عن جائحة كورونا، في وقف حركة السير والتنقل عبر المدن بواسطة الحافلات، وهو ما جعل هذه المحطة التي كانت تعرف ازدحاما كبيرا في مثل هذه المناسبة الدينية تبدو فارغة عن آخرها، وتتوقف فيها الحركة لأول مرة منذ تشييدها في التسعينيات. وأرخت هذه الوضعية بتداعياتها على مجموعة من المهن التي كانت تنشط داخل محطة أولاد زيان، من قبيل "الكورتية" الذين كانوا وسطاء بين المسافرين والحافلات، إلى جانب مختلف الباعة الذين يعيشون وضعا استثنائيا بسبب توقف دخلهم اليومي. وأثار هذا التوقف الاضطراري لأصحاب الحافلات بمختلف المحطات الطرقية بالمملكة غضبا لدى الفاعلين والنقابيين الذين تذمروا من الوضع الذي يعيشونه في ظل عدم تفاعل الحكومة مع مطالبهم. واعتبر الاتحاد الديمقراطي المغربي للشغل أن قطاع النقل العمومي للمسافرين بالمغرب يعيش أزمة في ظل جائحة كورونا، انضافت إلى الأزمات التي يعرفها، ما تسبب في "أضرار اجتماعية واقتصادية ونفسية للسائقين والشغيلة". واعتبرت النقابة المذكورة أن توقف حركة التنقل بناء على قرار السلطات "ساهم في تشريد عدد من السائقين ومساعديهم الذين لا يتوفرون على حقوقهم الاجتماعية والمهنية، ومنهم من لا ينعم بحقه في الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي". وطالب المصدر نفسه الحكومة ومعها لجنة اليقظة الاقتصادية بالالتفات إلى هذا القطاع من أجل تعويض المهنيين الذين حرموا من التعويضات، داعيا إلى فتح مجال التواصل مع المهنيين للخروج من هذه الأزمة.