ينتظر أن يخرج الى القاعات الفرنسية غدا الأربعاء الفيلم الوثائقي "أرضي" للمخرج نبيل عيوش٬ الذي يقارب أبعادا إنسانية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. ويأتي هذا الحدث ليتوج مسارا موفقا لهذا الفيلم الذي عرض في عدة مهرجانات دولية وفاز بجوائز خصوصا في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة (جائزة أفضل مونتاج وجائزة أفضل موسيقى). من خلال هذا الوثائقي الذي أنجز عام 2010 ٬ يسلط نبيل عيوش الضوء على النزاع الفلسطيني الاسرائيلي من زاوية إنسانية٬ من خلال إعطاء الكلمة لعدد من الشيوخ الفلسطينيين الذين نزحوا الى مخيمات لبنان بعد نكبة 1948٬ وفي المقابل لشباب اسرائيليين يقيمون اليوم على نفس الأراضي التي هجر منها هؤلاء الفلسطينيون. وجاءت هذه الشهادات التي استقاها المخرج على الجانبين بمثابة حوار عن بعد بين ذاكرتين لنفس الواقع. ينبري نبيل عيوش٬ الذي ولد عام 1968 لأب مسلم مغربي وأم يهودية من أصل تونسي٬ لتقديم شهادته الشخصية على هذا النزاع٬ خارج نص الفيلم. "لقد عانيت من نزاع يحضر في كل المناقشات داخل عائلتي أبي وأمي. هذا النزاع بين شعبين على نفس الأرض لم يفارقني قط٬ لقد بلور وعيي السياسي وشحذ قدرتي على الانتفاض٬ كما أنه حدد جل العلاقات التي أقيمها مع العالم الذي يحيطني". يذكر أن "أرضي" هو أول فيلم وثائقي للمخرج نبيل عيوش الذي أنجز عدة أفلام طويلة لقيت صدى وطنيا ودوليا هاما.