بينما تعيش الدارالبيضاء ومعها باقي مدن المملكة على وقع حالة الطوارئ الصحية بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا وما رافق ذلك من توقف على مستوى العديد من الشركات، انتهزت العاصمة الاقتصادية هذه الظروف لمواصلة الأشغال على مستوى مجموعة من المشاريع الكبرى. وتعرف العديد من المناطق في الدارالبيضاء استمرار الأشغال والأوراش فيها، بغية استغلال هذه الفترة الزمنية والعمل على إخراجها في الوقت الذي كان محددا لها، بالرغم من أن ذلك الرهان يبدو مستبعدا. وعلى مستوى شارع ابن تاشفين، تتواصل أشغال التهيئة وتزفيت الطرقات، في الوقت الذي يعرف فيه هذا الشارع تقلصا في حركة السير بشكل كبير في ظل إجراءات الطوارئ الصحية المعلن عنها. ولَم تتوقف الأشغال في مجموعة من المشاريع الكبرى بالعاصمة الاقتصادية، خصوصا الأوراش الكبرى المفتوحة على الهواء الطلق، إذ تواصل الشركات النائلة للصفقات عملها من أجل إكمال الأشغال وإخراجها إلى حيز الوجود. ويشهد ممر الأمير مولاي عبد الله المعروف ب"البرانس" بدوره أشغالا عديدة بالرغم من حالة الطوارئ الصحية، حيث تتواصل به أعمال الترصيف وشق مجاري الصرف الصحي وغيرها من الأشغال التي يتم المراهنة عليها لإعادة الروح إلى هذا المكان. وأكد مصطفى لحيا، نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بالأوراش، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الأوراش التي توجد في مناطق مفتوحة لا تزال مستمرة؛ لكن الأشغال التي توجد في بعض القاعات هي التي توقفت"، لافتا إلى أن غالبية الأشغال من طرق وأنفاق وغيرها توجد في فضاءات مفتوحة. وبالرغم من أن نائب العمدة أوضح أن هناك عملا على إخراج المشاريع في وقتها، فإنه أشار إلىأن بعض الشركات كما هو على الصعيد الوطني تعاني "من قلة العمال الذين سافروا صوب المناطق التي يتحدرون منها مع بداية الجائحة وصار صعبا عليهم التنقل، خصوصا مع الحجر الصحي والإجراءات المتعبة". وشدد المسؤول الجماعي المذكور على أنه "المفروض أن تنجز المشاريع في وقتها؛ لكن إن كانت هناك قوة قاهرة مثل جائحة كورونا، فقد تتأخر شيئا ما ويصعب تطبيق الإجراءات والذعائر على هذه الشركات في هذه الحالة". ويرى منتخبون في العاصمة الاقتصادية أن المجلس الجماعي للدار البيضاء سيستغل أزمة كورونا لتبرير تأخر إنجاز مجموعة من المشاريع وإخراجها إلى حيّز الوجود، واعتبارها فرصة مواتية لتبرير تخلفهم في إنجازها وتسليمها، بالرغم من كونهم فشلوا في الانتهاء منها في الأوقات المحددة. وتعرف العديد من المشاريع الكبرى في الدارالبيضاء تأخرا واضحا في الإنجاز، إذ في وقت تمكنت فيه الجماعة من إخراج بعض المشاريع فإن أخرى لا تزال تعرف تعثرا واضحا.