يبدو أن المشاريع المتعثرة التي تعرفها العاصمة الاقتصادية عجلت برحيل والي جهة الدارالبيضاء، عبد الكبير زاهود، الذي لم يمض على مكوثه بهذا المنصب سوى أقل من سنتين؛ إذ تحدثت بعض المصادر عن قرار تعويضه بالمدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، سعيد أحميدوش، عقب المجلس الوزاري الأخير الذي ترأسه الملك محمد السادس. وتحدثت مصادر متطابقة على كون والي جهة الدارالبيضاء جرى إعفاؤه من هذا المنصب إثر غضبة ملكية على السلطات بالعاصمة الاقتصادية، أثناء الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس مؤخرا، وأشرف خلالها على تدشين خط الترامواي وتوسيع مطار محمد الخامس. وتشهد العاصمة الاقتصادية تعثرات في العديد من المشاريع الكبرى، ناهيك عن تأخر خروج بعضها إلى حيّز الوجود في الوقت المحدد لها، ما جعل القطب المالي للمملكة يعيش على وقع الفوضى والضوضاء والازدحام في الطرقات والشوارع التي تعرف إصلاحات كبرى. ويتحدث فاعلون سياسيون كبار بالمدينة، إلى جانب رجال الأعمال في لقاءاتهم، عن كون الوالي عبد الكبير زاهود لم يقدم شيئا يذكر للعاصمة الاقتصادية، ولَم تظهر معه لمسته، ناهيك على كون الدارالبيضاء شهدت العديد من الاحتجاجات وصارت تغرق في الفوضى والنفايات. وتبدو العاصمة الاقتصادية غير قادرة لا على تجاوز الأزمة التي تعرفها مختلف الشوارع والأحياء، ولا على التسريع بإخراج المشاريع التي جرى إعطاء انطلاقتها في وقت سابق من طرف الملك محمد السادس، والتي كان يجب أن تكون الأشغال بها قد انتهت. ومن بين هذه المشاريع الكبرى التي لم تنته الأشغال بها، مسرح الدارالبيضاء الكبير الذي كان يجب أن يكون قد خرج إلى حيز الوجود منذ فترة طويلة، إلى جانب الجسر المعلق على مستوى سيدي معروف. وما تزال الدارالبيضاء، بالرغم من كون هذه المشاريع ستغير معالمها، تعيش على وقع الفوضى؛ ما يثير تذمر البيضاويين. فعلى مستوى مركز المدينة، فإن الأشغال الجارية بشارع الجيش الملكي، أهم شوارع المدينة الذي يعد مدخلا مهما لها، سواء للقادمين من الطريق الساحلية أو من سيدي البرنوصي، أسهمت في عرقلة واضحة لحركة السير والجولان، خاصة في أوقات الذروة؛ ما يؤدي إلى اصطدامات وحوادث سير، ناهيك عن خلافات بين السائقين. كما تسببت الأشغال الجارية على مستوى الطريق المؤدية إلى أولاد زيان، التي تعد أكثر الطرق استعمالا في البيضاء، في عرقلة واضحة لحركة السير، إلى درجة توقفها بشكل كامل في أوقات الذروة صباحا ومساء. وعلى مستوى الجسر المعلق بسيدي معروف، فإن السائقين يستغرقون وقتا أطول لتجاوز الإصلاحات التي يعرفها منذ أشهر.