انطلق، بعد عصر اليوم السبت بسلا، (موكب الشموع) الذي ينظم تحت رعاية الملك محمد السادس، احتفاء بمولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. وانطلق الموكب، الذي يعتبر فاتحة موسم الشموع لمولاي عبد الله بن حسون الذي يستمر هذه السنة حتى 11 فبراير الجاري تحت شعار "مغرب المجد الأثيل والتراث الحضاري الأصيل"، من ساحة الشهداء في اتجاه ضريح مولاي عبد الله بن حسون. ومر الموكب، يتقدمه الشرفاء الحسونيون، وسط جموع غفيرة من ساكنة المدينة التي احتشدت على طول مسار الموكب، وهي تنشد مجموعة من الأذكار الدينية ترافقها مجموعات موسيقية أخرى (عيساوة وكناوة ...) . وقد وقف الموكب بساحة الشهداء، حيث أدت الفرقة النحاسية النشيد الوطني، لتقديم الشموع والفرق الفنية المشاركة. وقد دأبت سلا على الاحتفاء بهذه الذكرى بتنظيم موسم "الشموع" التي تعلق بضريح الولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون عشية ذكرى مولد الرسول (ص) حيث تنقل قبل حلول الذكرى إلى مقر صانعها (بلكبير) من أجل صناعتها من جديد. وتختلف هذه الشموع عن الشموع العادية، باعتبار صنع هياكلها من خشب سميك مكسو بورق مقوى باللون الأبيض والمزركش بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة من أبيض وأحمر وأخضر وأصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي البديع. ويعود أصل "موكب الشموع" إلى عهد الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي الذي تأثر، خلال زيارته إلى إسنطبول، بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف، فأعجب خاصة باستعراض الشموع. وعندما تربع على العرش بعد معركة وادي المخازن استدعى صناع فاس ومراكش وسلا، قصد صنع هذه الهياكل الشمعية، فتم الاحتفال، لأول مرة، بعيد المولد النبوي الشريف في المغرب سنة 986 هجرية. ولم يكن قدر ومكانة الولي الصالح القطب مولاي عبد الله بن حسون بخافيين على السلطان أحمد المنصور الذهبي الذي أهداه بقعة لزاويته ودار سكناه. وكان هذا الولي (ازداد سنة 920 ه / 1515م بنواحي فاس وتوفي سنة 1013ه / 1604 م بسلا) رجل علم وتصوف، وجمع بين علوم الظاهر والباطن حتى أصبح قطبا من أقطاب الطريقة الشاذلية. وبمناسبة موسم الشموع، لهذه السنة، سيتم تدشين المعارض بخزانة المسجد الأعظم (معرض الكتاب الإسلامي-وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية) ومعرض للفن الفوتوغرافي "نظرة بلادي" للفنان الشاب حمزة محيمدات. كما سيتم تنظيم حفل تقليدي أصيل "رقصة الشمعة" على نغمات الموسيقى الأندلسية يشارك فيه نخبة من موسيقيي الآلة ينتمون لمدن فاس ومكناس والرباط وسلا، ثم إيقاد الشموع على نغمات المسموع ، فضلا عن توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة تجويد القرآن الكريم. ويتابع برنامج الموسم بمجموعة من الفقرات منها، على الخصوص، محاضرات حول "تجديد الإيمان من خلال السيرة النبوية العطرة" يؤطرها ثلة من الأساتذة وتنظيم حفل "الصبوحي" خاص بإنشاد السماع والمديح النبوي مع سرد السيرة النبوية وتنظيم حفل ديني "الحضرة النسوية" خاص بالنساء، بالإضافة إلى تنظيم اللقاء الجهوي الأول ل`"مولد النور" تحت شعار قوله (ص) "إنما أنا رحمة مهداة". كما سيتم توقيع كتاب "أغاني السقا ومغاني الموسيقى أو الإرتقا إلى علوم الموسيقى" للعالم إبراهيم التادلي وتحقيق الأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل، وكذا توقيع كتاب "فتح الأنوار في بيان ما يعين على مدح النبي المختار" للشيخ محمد بن العربي الدلائي وتحقيق الأستاذ محمد التهامي الحراق.