فرح غير مكتمل بدا واضحا على محيا منصف ذي 40 عاما، حين هم بالخروج من المركز الاستشفائي سانية الرمل بمدينة تطوان لم تخفه الكمامة الواقية، خطا خطوات إلى الأمام ثم استدار لإلقاء التحية على أبنائه ورفيقة دربه، الذين أطلوا من نافذة أحد الأقسام حيث يتلقون العلاج من وباء "كورونا". وعلى خلاف الحالات المتعافية السابقة، كان وقع مشهد مغادرة منصف المتماثل للعلاج مؤثرا، في لحظة امتزجت فيها دموع الفرح بأحاسيس الأسى والتعاطف، وبين هذا وذاك، غادر المتعافى مركز العلاج وسط تطمينات الأطباء أن الأمور تسير لدى زوجته أبنائه على أحسن ما يرام. حالة الشاب المتعافى الذي غادر مستشفى سانية الرمل، بعد زوال اليوم الأربعاء، تعد ال 23 من نوعها بالحمامة البيضاء، منذ بداية الجائحة، بعدما ولج جناح العزل في السادس من شهر أبريل الجاري، إذ بعد تشخيصه مخبريا، تبين أنه حامل للفيروس، وقضى أزيد من أسبوعين تحت العناية الصحية بقسم "كوفيد 19" إلى أن تماثل للشفاء، وَفق مصادر هسبريس الخاصة. وبكلمات متقطعة، نوه المتعافى من فيروس "كورونا" المستجد، في كلمة لوسائل الإعلام، بالخدمات الصحية بمستشفى تطوان، داعيا عموم المواطنين إلى الالتزام بتعليمات وتوصيات الجهات المسؤولة، والعمل على البقاء بالمنازل حماية لهم والمساهمة في محاصرة انتشار الوباء. مؤشرات مطمئنة إلى حد ما كشف عنها محمد الخصال، مدير المركز الاستشفائي سانية الرمل، بخصوص الوضعية الوبائية ل"كوفيد 19"، وأثنى في هذا السياق على المجهودات الجبارة تبذل على مدار ساعات من طرف الأطقم الصحية المرابطة والساهرة على راحة وعلاج المرضى. وأشار المسؤول ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن مستشفى تطوان خصص أزيد من 150 سريرا لهذه الغاية، بالإضافة إلى 11 سريرا بقسم إنعاش "كوفيد-19"، مستحضرا جملة من التدابير التي يتم مباشرتها في إطار خطوات استباقية للرصد، من خلال إجراء مئات التحاليل التي تأتي نتائجها سلبية. من جانبه، كشف كريم عماري، طبيب مسؤول بقسم "كوفيد-19" أن وضعية الحالات الخاضعة للعلاج في استقرار دائم، مستحضرا اجتماعات يومية للتداول في المستجدات الخاصة بكل مريض، وهو المعطى الذي يجعل الوضعية الوبائية مستقرة، على اعتبار أن قسم الإنعاش لا يضم في الوقت الحالي أي مصاب. جدير بالذكر أن مركز التكفل بحالات كورونا، يسجل أرقاما مطمئنة مع توالي ارتفاع نسبة الشفاء، واستقرار الوفيات في ست حالات منذ بداية الوباء شهر مارس المنصرم.