ضرورة آنية لتعليم مستقبلي يعرف العالم أجمع ظروفا صعبة بسبب الوباء الذي اجتاح الإنسانية جمعاء، فكان له تأثير على جميع أنماط الحياة، ومنها الحياة المدرسية التي فجأة فرضت على المعلم والمتعلم الجلوس بالبيت، كشكل من الوقاية والحفظ على النفس، وبالتالي أصبح التعلم الإلكتروني عن بعد ضرورة لا مناص منها. فماذا نعرف عن التعلم عن بعد الإلكتروني؟ يتميز التعلم الإلكتروني بأنه مفتوح طيلة الأوقات دون انقطاع لارتباطه بالشبكة العنكبوتية، فيبقى أيضا مفتوحا أيام العطل إذ يمكن للمتعلم أن يستعمل المقرر الإلكتروني في أي وقت شاء، نهارا أم ليلا وفي أي مكان من العالم ولا يحتاج لقاعات دراسية من الإسمنت، ويمكن للمتعلم استعماله عدة مرات، كلما دعت الضرورة لذلك. كما أن المقرر الإلكتروني يجسد التفاعل بين المتعلم والمعلم، وأيضا بين المتعلمين أنفسهم، ويكون للمتعلم دور إيجابي وفاعل في المقرر الإلكتروني، حيت يساهم في بناء المعارف الواجب اكتسابها، كما يبدي رأيه فيها، ويعلق على ما قدمه غيره من أقرانه، ويجعل المتعلم أمام كم هائل من المعلومات حيث يتم إبراز أهمها، وهي فرصة لإغناء العملية التعلمية، وهي أيضا فرصة للمعلم (الوصي = tuteur) استخدام طرق متعددة مثل المحاكاة والتعلم بالاكتشاف والتعلم بواسطة الأقران. وإذا استعمل المعلم تمارين واختبارات مصممة جيدا، فسيتمكن من تشخيص الصعوبات والعراقيل التي تحول دون انتقال المعرفة للمتعلم، فعن طريق المسطحة يتم تسهيل عملية التقويم والتقييم عن طريق الإحصائيات التي يتمكن منها المعلم من مبينات توضع ذلك، وبالتالي تكون الصورة واضحة لدى المعلم لكي يتخذ قرارات اتجاه المتعلمين. كما يكون لأولياء الأمور الاطلاع على المادة العلمية المقدمة في المقرر الإلكتروني وعلى أداء أبنائهم بالتالي على نتائجهم. والتعلم الإلكتروني نوعان: متزامن وغير متزامن. ففي التعلم المتزامن يقوم المتعلمون المسجلون في المقرر بالدخول إلى موقع المقرر في نفس الوقت. حيث يقومون بالدردشة أو المناقشة في نفس الوقت. أما في التعلم غير المتزامن فيدخل المتعلمون موقع المقرر في أي وقت يشاءون وكل حسب حاجته والوقت المناسب له. - الفصل الإلكتروني: هو مجموعة من الأنشطة التي تشبه أنشطة الفصل التقليدي يقوم بها المعلم والمتعلم تفصل بينهم حواجز مكانية، ولكنهم يعملون معاً في الوقت نفسه بغض النظر عن مكان تواجدهم. حيث يتفاعل المتعلم والمعلم مع بعضهم البعض عن طريق الحوار عبر الإنترنت، ويقومون بطباعة رسائل يستطيع جميع الأفراد المتصلين بالشبكة رؤيتها. - المقرر الإلكتروني: كل مقرر يستخدم في تصميم أنشطة ومواد تعليمية تعتمد على الحاسب. وهناك عدة أنواع من المقررات الإلكترونية: مقررات تحل محل الفصل التقليدي ومقررات مساندة للفصل التقليدي (تستخدم جنبا إلى جنب مع الفصل التقليدي). ومقررات إلكترونية على شبكة الإنترنت ومقررات إلكترونية غير معتمدة على الإنترنت. ويتكون المقرر الإلكتروني من مجموعة من المكونات المعتمدة على وسائط ذات أشكال مختلفة. ويتكون أي برنامج بسيط من رسوم graphes ونصوص خاصة بالمقرر ومجموعة من التمارين والاختبارات وسجلات تحفظ درجات الاختبارات. أما البرنامج الأكثر تعقيدا فيحتوي على صور متحركة ومحاكاة ومجموعة صوتيات ومجموعة مرئيات وروابط، إضافة إلى المادة العلمية. وتكون جميع هذه موجودة على شبكة الإنترنت. كما يتكون المقرر الإلكتروني من مجموعة من الأدوات تمكن المتعلم من التواصل مع المعلم المقرر ومع زملائه المتعلمين، ومن الاطلاع والمشاركة في المعلومات الخاصة بالمقرر. - إدارة التعلم ونظم إدارة التعلم: هي القدرة على تصميم استراتيجيات تدريسية تحقق غايات التعلم لدى المتعلم. والتأكيد هنا على تعلم المتعلم وليس تحضير المعلم. أما نظم إدارة التعلم فهي برامج تطبيقية أو تكنولوجيا معتمدة على الإنترنت تستخدم في التخطيط وتنفيذ وتقويم عملية تعلم محددة. وعادة ما يزود نظام إدارة التعلم المعلم بطريقة لإنشاء وتقديم محتوى ومراقبة مشاركة المتعلمين وتقويم أدائهم. ويمكن أن يزود نظام إدارة التعلم المتعلمين بالقدرة على استخدام الخصائص التفاعلية مثل مناقشة الموضوعات والاجتماعات المرئية ومنتديات النقاش. - نظم إدارة المحتوى التعليمي: هناك أنظمة تقدم أدوات لتقديم وإدارة التكوين المتزامن وغير المتزامن الذي يديره المعلم. وتقدم أدوات لتأليف محتوى المقرر وإعادة استخدامه وإعادة تحديد هدفه. وغالبا ما يستخدم مصطلح أنظمة إدارة التعلم ليشمل كل من نظم إدارة التعلم وأنظمة إدارة محتوى التعلم. والآن أصبح استخدام نظام إدارة معلومات محتوى التعلم .Clcims بالكمبيوتر شائعا يبقى التعلم الإلكتروني عن بعد مستقبل التعليم وحاضره، فلا بد لنا من ولوجه وإدماجه بالمنظومة التعليمية، الارتقاء بالنظام التعليمي للبلاد، كما ينبغي إغناء بنك المعلومات والمعارف لكي يتمكن كل من المعلم والمتعلم من الوصول إليها بشكل بسيط وسهل. *دكتوراه في ديداكتيك الرياضيات