يعد هذا الموضوع مسكوتا عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، وشبهَ مغيب في ثقافتنا الدينية المعاصرة، على الرغم من راهنيته وأهميته وخطورته، فيما يجري ويقع، من شرور وفتن في العالم، مما لا نكاد نجد له تفسيراً مقبولا في العقل، إلاَّ برده إلى موضوعنا، الجديد القديم. قد يتعجب البعض -ومن حقه أن يتعجب، لأننا نعيش زمن العجائب والغرائب- من تناولنا لهذا الموضوع الطريف، في عصر العلم والتكنولوجيا وغزو الفضاء... وما شئتم من الأسماء العلمية الكبيرة، التي لم يعد لها معنى أمام هول وباء فيروس كورونا، الذي حير العقول، وحول العالم إلى مشاهد رهيبة. إن الحديث عن هذا الموضوع الخطير، في هذا الظرف بالذات، ليس من باب الترف الفكري، أو الخيال العلمي، أو إهداراً للوقت، لأنَّ الوقتَ وقتُ جِدٍّ، ولأنَّه من مكونات عقيدتنا الإسلامية السمحة. باختصار شديد، الموضوع الذي أريد أن أحدثكم عنه اليوم، في هذه المقالة العلمية، ولطالما ترددت في ذلك، يتعلق بإبليس اللعين ومكايده ومكره، وتلبيسه على كثير من الناس، في هذا الظرف العصيب، الذي تواجه فيه قوى العالم، بشتى الوسائل، وباء فيروس كورونا الفتاك. مما لا شك فيه أن إبليس اللعين، له وجود حقيقي، وتأثير واضح في مجريات الأمور، مثل ما يفعل فيروس كورونا في هذه الفترة الحرجة تماما. لقد ورد ذكر إبليس اللعين، في القرآن الكريم، في أكثر من موضع، وفي سياقات مختلفة، كما خصصت له السنة النبوية الصحيحة حيزاً مهما في العبادات والمعاملات والسلوكيات. وقد اعتبر القرآن الكريم الشيطانَ أكبرَ عدو للإنسان على الإطلاق، وتكرر الحديث عن مكايده وطرق تلبيسه في أكثر من موضع من الكتاب العزيز. قال تعالى مخاطبا جميع بني الإنسان:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ [البقرة:168] وقال أيضا: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾[الأعراف:22] وقال أيضا:﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ [يوسف:5] وقال أيضا: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾ [الإسراء:53] وقال أيضا: ﴿وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً﴾ [الفرقان:29] وقال أيضا: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ [فاطر:6] وقال أيضا: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾[يس:60] إن عداوة إبليس اللعين لبني الإنسان، ثابتة بنص القرآن الكريم، منذ قصة خروج آدم عليه السلام من الجنة ليستقر في كوكب الأرض، بفعل تأثير إبليس اللعين، ووسوسته، إلى نهاية العالم. عِلْماً أن آدم عليه السلام عندما أكل من الشجرة لم يكن نبيا كما هو مقرر عند علماء العقيدة، والعصمة لا تشترط للنبي إلا بعد ثبوت النبوة له، كما أن النسيان الذي نسب إليه عليه السلام، يعني ترك الأمر والعهد، كما هو رأي أكثر المفسرين. وقد انتهى تأويل قصة آدم عليه السلام وتوجيهها، عند الإمام أبي الحسن علي بن أحمد السبتي الشهير بابن خُمَيْر:" أن الله تعالى نهى آدم على جهة الإرشاد والإعلام والنصيحة، لا على جهة التكليف، ووسوس إليه الشيطان على جهة الإغواء والحسد والمكر، فلم يقبل منه. ثم أنساه الله تعالى بعد ذلك إرشاده إياه، ووصيته له، ووسوسة الشيطان إليه، فأكل منها غافلا عن الوصية والوسوسة ... والدليل على أنه نسي قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾[طه:115] يعني عهدنا إليه في أمر الشجرة فنسي العهد، فأكل منها من غير عزم على أكلها، ولا متعمد لاطراح الوصية والنهي، أو نسي المراقبة لتلك الوصية، ولم نجد له عزما على المراقبة، فألقى عليه النسيان بتركه المراقبة فأكل منها. ولا يصح في حقه عليه السلام بشهادة القرائن وعِظَم المكانة غيرُ هذين الوجهين، مع أن العزم في اللسان هو الإرادة التي يقع معها الفعل، وقد نهاه تعالى عنه، فلم يبق إلا أنه أكل ناسيا من غير عزم". (تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء، لابن خمير السبتي، ص:82 ،تحقيق د. محمد رضوان الداية، طبعة دار الفكر، دمشق، الطبعة الثانية 1420ه/1999م). ومهما يكن من شيء فإن عداوة إبليس اللعين التي تحدث عنها الكتاب العزيز بشكل لافت للنظر، مستمرة في الزمان والمكان، وتزداد خطورة وفتكا ببني الإنسان، كلما تقدم الزمن أكثر فأكثر، لأنه كما أجرى الله تعالى عادتَه في خلقه أن:" الزمانَ في إدبار، والخيرَ في انتقاص، والشرَ في ازدياد، والصلاحَ في اضمحلال". كما يذكر الأديب أبو يحيى محمد بن عاصم الغرناطي (ت857ه) في كتبه القيم" جُنَّةُ الرِضَا فِي التَّسْلِيمِ لِمَا قدَّر الله وقَضَى" (1/110 تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، وصلاح محمد جرار، طبعة دار الغرب الإسلامي، تونس، الطبعة الأولى:2010). وفي تراثنا الإسلامي الغني أفرد بعض العلماء هذا الموضوع الخطير بالتأليف والتصنيف، كما فعل الإمام أبو الفَرَج عبد الرحمن بن الجوزي (ت579ه) في كتابه القيم: "تلبيس إبليس" الذي حذر فيه من فتن إبليس اللعين ومكايده، مع ذكر منافذه تأثيره، وطرق تلبيسه. بدءاً من تلبسيه على السفسطائية، ومروراً بتلبيسه على الفلاسفة، وأتباع الأديان، والعلماء، من مختلف فنون العلم والمعرفة، وانتهاء بتلبيسه على المتدينين وعوام الناس. وفي العصر الحاضر، سجل أستاذنا المفكر والطبيب الدكتور المهدي بنعبود -رحمه الله- خواطر ممتعة ضمن كتابه "عودة حي بن يقظان" تحت عنوان: نصيحة الشيطان. ومن جملة ما قاله الشيطان في نصيحته للشياطين:" إن عدونا الألد هو التوحيد، وحليفنا الأكبر هو التشتيت، ووسيلتنا العظمى هي التمزيق، وكثرة الجدل الفارغ، وشن الفتن وإيقاد النيران المتنوعة". (عودة حي بن يقظان، تأليف المهدي بنعبود، سلسلة شراع، ص: 108، العدد 16 محرم 1418ه/يونيو 1997م.) لقد أَقْسَمَ هذه اللعين، الذي سُجلت عليه الشقاوة الدائمة، أن يغوي ما استطاع من بني الإنسان، كما استطاع تأسيس تيار شيطاني، يسعى إلى طمس الإيمان، وتدمير الإنسان، وتخريب العمران. والذي نقصد إليه في هذه المقالة العلمية، هو تحصين الإيمان، وحماية الإنسان من مكايد الشيطان. في معنى تلبيس إبليس: التَّلْبِيسُ واللُّبْسُ والاِلْتِبَاسُ كلها ألفاظ تدل في معاجمنا اللغوية على التخليط والتدليس والاشتباه. وحين تضاف هذه الألفاظ إلى إبليس اللعين يصبح معناها: إظهار الباطل في صورة الحق، والرديء في صورة الجيد، والقبيح في صورة الحسن، والمعصية في صورة الطاعة، والغفلة في صورة التذكر... مكايد إبليس في زمن وباء كورونا: يتسلط إبليس اللعين على الناس بحسب قدراتهم العلمية، وإيمانهم، ويقظتهم، وغفلتهم. وهو يطور أسالبيه حسب الظروف والأحوال، تماما كما يفعل فيروس كورونا بالبشرية الآن. لكنه قليلُ التأثير على أصحاب العقول النيرة، والعقائد الصحيحة، والقلوب المطمئنة بذكر لله عز وجل، ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد:28]. ومن مكر إبليس اللعين وكيده، أنه يُظهر للناس خيراً كثيراً من أجل شر واحدٍ. وقد ذكر الإمام أبو الْفَرَج عبد الرحمن بن الجوزي " إنَّ الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين باباً من الخير، يريد به بابا من الشر". (تلبيس إبليس، ص:47) وسنقف في هذا المقالة العلمية على بعض الصور من صور تلبيس إبليس على الناس في هذا الظرف الحساس، الذي تحتاج فيه الأمة إلى اليقظة والثبات والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. ومن صور تلبيس إبليس على الناس اليوم: نهاية العالم: قد يوحي إبليس اللعين إلى بعض الناس، بأن ما يقع للبشرية اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، من جراء تأثير فيروس كورونا الفتاك، هو صورة تُنبئ بنهاية العالم. وهذا الكلام لا قيمة له في ميزان الشرع الحكيم. والعقل السليم، لأننا نحن المسلمين نعتقد اعتقاداً جازماً أن نهاية العالم أو القيامة أو اليوم الآخر، هو من الغيب الذي استأثر الله به، فلا أحد يستطيع أن يتنبأ بنهاية العالم، لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب، ولا عالم من العلماء. قال تعالى:﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:187]. وقال أيضا: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان:34]. وقال أيضا: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾[الأحزاب:63]. وقال أيضا: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ [النازعات:42-46]. تلبيسه على كثير من الناس: وجعلهم يسرفون في اقتناء المواد الغائية في جشع وإسراف كبيرين، غير مبالين، ولا متضامنين، مع إخوانهم من الفقراء والمساكين، وعموم المحتاجين. تلبيسه على التجار: بأن هذه فرصتهم لجمع المال وتحقيق أرباح غير مسبوقة، فيعمدون إلى رفع الأسعار، أو الاحتكار، وهو محرم شرعا. وقد ورد في ذمه أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم : " من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم فإن حقا على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة". تلبس على المرضى: وذلك من جوانب ثلاثة: الأول: جعلهم يعتقدون أن الدواء وحده هو الذي يضمن لهم الشفاء، مع العلم أن المؤثر الحقيقي في شفائهم هو الله عز وجل. والثاني: جعلهم يظنون أن هذا الوباء قاتل، مع الإنسان ميت بأجله، وانقضاء عمره، قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف: 34]. الثالث: ربما فكروا في ترك الدواء، توكلا على الله، وتفويضا إليه، وتسليما لأمره، وهذا مخالف للشرع الحكيم الذي أمر بالتداوي. تلبيسه على وسائل التواصل الاجتماعي: وذلك بنهج أسلوب التهويل والتيئيس والتبخيس، ونشر الأخبار الزائفة، بدل السعي إلى نشر ثقافة التفاؤل والطمأنينة والسكينة. تلبيسه على المعالجين: بأن يعتقدوا أن هذا الوباء ليس له علاج، علما أن لكل داء دواء، كما جاء في الحديث الصحيح:" ما أنزل الله عز وجل داءً، إلا أنزل له دواءً، علمه من علمه، وجهله من جهله. " وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً". تلبيسه على المتدينين: بأن يظن البعض منهم أن إغلاق المساجد في هذا الظرف الاستثنائي تعطيل لها عن وظيفتها الدينية، وهذا كلام سطحي لا قيمة له في ميزان الشرع الحكيم، إذ المصلحة الشرعية تقتضي وتحتم فعل ذلك، حفاظا مقاصد الشريعة الإسلامية العظمى، التي هي أساس صلاح الدين والدنيا. تلبيسه على الناس: في المبالغة في تحويل وباء فيروس كورونا إلى طرائف ومضحكات، ويزداد الأمر خطورة حين يقحم الدين في ذلك، ولا تحترم قدسيته. تلبيسه على النفوس: وذلك بنشر اليأس والقنوط في نفوس الناس، مع أن ديننا الإسلامي الحنيف يدعو إلى التفاؤل، ويحث على الأمل، قال تعال: ﴿وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف:87]. وقال جل شأنه: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر:53]. الوقاية مكايد إبليس: من الطرق الشرعية النافعة لمواجهة تلبيس إبليس وجنوده، هي الاشتغال بتلاوة الكتاب العزيز، والاستعانة به سبحانه وتعالى، والتوكل عليه. قال تعالى:﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ [النحل: 98-100]. وليس أشد على إبليس العين ممن يتبع الهدي النبوي الشريف، في جميع أحواله وتصرفاته. وأخيراً، هذا المقالة العلمية، حررتها في هذه الظروف الاستثنائية، وعيني على مكايد إبليس اللعين، ولم أقصد بها شخصا بعينه، وإنما هي تذكرة للمؤمنين، وتنبيه للغافلين، وحماية لإنسان القرن الواحد والعشرين. *أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي في جامعة محمد الأول بوجدة.