يسود غليان كبير في صفوف الشغيلة الصحية، بسبب حوادث الشغل الناجمة عن تداعيات فيروس كورونا، خصوصا بعد تسجيل وفيات في صفوف الأطباء ناجمة عن هذه الجائحة. ومباشرة بعد تسجيل حالة وفاة لطبيبة على مستوى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بعمالة عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء قبل أيام، وتنصل الوزارة من اعتبار حالة الوفاة ناجمة عن حادث الشغل، استشاطت الأطقم الطبية والتمريضية غضبا من الجهة الوصية على القطاع. وحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن أقارب الطبيبة الضحية حلوا بمستشفى محمد الخامس بالبيضاء، للحصول على بعض الوثائق من أجل وضع ملف حادث شغل؛ غير أنهم تفاجئوا برفض ذلك، الأمر الذي جعلهم في حيرة من أمرهم، ويفكرون في طرق باب القضاء لإنصافهم. وفي هذا السياق، أكد رضى بنسليم، الكاتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، أن الطبيبة التي وافتها المنية أصيبت بفيروس كورونا داخل المستشفى الإقليمي محمد الخامس، وليس خارجه؛ وهو ما يعد حادث شغل يستوجب معه تعويض أقاربها عن هذا الحادث من طرف وزارة الصحة. ولفت الدكتور بنسليم، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن الأطباء ومختلف الأطقم التمريضية "تفاجئوا من تنصل الوزارة من هذا الأمر واعتبارها أن إصابتها بالفيروس ناجمة عن مخالطة أحد المصابين، وليس إصابة أثناء مزاولة المهنة". وأوضح الكاتب الجهوي للنقابة المستقلة أن ما ذهبت إليه الوزارة غير صحيح، على اعتبار أن "لا أحد من أفراد أسرتها ولا جيرانها سجلت عليه أعراض المرض، بينما يتواجد داخل المستشفى خمس حالات، وكانت قد عقدت اجتماعات ولقاءات في إطار العمل معهم". وشدد المتحدث نفسه على أن الأطقم بالمستشفيات باتت متخوفة من هذا الأمر "الكل يتخوف، والكل سيتراجع إلى الوراء، طالما أن الوزارة تتخلى عن أطرها هكذا"، مضيفا "حشومة، ما قامت به الوزارة، هذا العمل سيحد من فعالية الأطباء والممرضين في مواجهة المرض والذين يضحون بأنفسهم من أجل الوطن والمواطنين". وأكد "إذا لم يتم الاستجابة لملف أسرة الطبيبة التي عملت بتفان طوال ثلاثين سنة، فسيتم اللجوء الى القضاء، الذي نحن متيقنون أنه سيكون منصفا لنا جميعا، رغم أننا نأمل أن تتراجع الوزارة عن قرارها في هذه الفترة العصيبة". وكانت النقابة قد أشارت، في بلاغها، إلى أن الطبيبة التي وافتها المنية بسبب فيروس كورونا قد "أصيبت بالعدوى نتيجة ملاقاتها المتكررة لطبيبة أخرى مصابة بالمرض، في إطار اللقاءات والاجتماعات التكوينية المتكررة، في إطار مهني صرف، والتي كانت تجري للإعداد لمواجهة تفشي كوفيد 19 بمستشفى الحي المحمدي، بإشراف الدكتورة الشهيدة، في إطار لجنة محاربة تفشي الأمراض الجرثومية أيام 13 و16 و20 مارس وجولات التكوين في طريقة اللباس ونزعه، كل يوم من 17 إلى 20 مارس 2020". وكانت وزارة الصحة قد أكدت، في بلاغ سابق لها، أن وفاة الطبيبة المذكورة، إلى جانب طبيب آخر، "راجعة بالأساس إلى مخالطة أحد المصابين وليس إصابة أثناء مزاولة مهامهم المهنية".