في وقت تشتكي عدة مدن مغربية من ندرة حادة في الكمامات، سواء بالمحلات التجارية أو على مستوى الصيدليات، أبان العديد من الشباب عن حس التضامن والتآزر من خلال نشر فيديوهات وصور تبرز توفيرهم أقنعة تفي بغرض الوقاية من فيروس كورونا رغم بساطة المواد والطريقة المستعملة في صنعها. وتسبب القرار الحكومي الصادر ليلة الإثنين، القاضي بإجبارية وضع الكمامة بالنسبة لجميع الأشخاص المسموح لهم بالتنقل خارج مقرات السكن في الحالات الاستثنائية المقررة سلفا، في تسابق للمواطنين بحثا عنها في مختلف المناطق، لكن دون جدوى. وبدأ بعض الشباب العاملين في مجال الخياطة، منذ الثلاثاء، خياطة كمامات ببعض المناطق قصد توزيعها على المواطنين بتعاون مع فعاليات جمعوية والسلطات المحلية، خصوصا في المناطق شبه الحضرية التي يصعب فيها العثور على الكمامة. وشرع هؤلاء الشباب على مستوى الدارالبيضاء وبعض المدن، بتنسيق مع جمعيات، في توزيع الكمامات على المنازل، لتمكين مختلف شرائح المواطنين منها؛ وذلك من أجل حثهم على الالتزام بالإجراء الإجباري المتخذ من لدن السلطات العمومية. كما شهدت مناطق أخرى خارج الدارالبيضاء، خصوصا في المراكز الحضرية الصغيرة، العملية نفسها، حيث انطلق ممتهنون للخياطة في العمل على توفير حاجيات المواطنين من الكمامات في ظل عدم العثور عليها في الصيدليات. ويؤكد في هذا الصدد الشاب أشرف أنه لجأ إلى خياطة هذه الكمامات بالنظر إلى كون العديد من المناطق تعرف خصاصا واضحا فيها، في حين يصعب على المواطنين التنقل بدونها، مشددا على كونها خطوة تدخل ضمن التضامن والتآزر بين المغاربة لحماية البلد والمواطنين من هذا الوباء. ولفت المتحدث نفسه إلى أنه "بعد نقاش بين مجموعة من الشباب في ظل ندرة الكمامات في مناطق وغيابها في مناطق أخرى، وأمام تهافت المواطنين عليها في الصيدليات والمحلات وتكدسهم، تم الاتفاق على صنع كمامات وتوزيعها على الأحياء التي يقطنون بها". وشدد الشاب نفسه، في حديثه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أنه "تمت خياطة كميات من الكمامات يوم الثلاثاء، فبدأ العمل على توزيعها على الساكنة المجاورة، في انتظار تعميمها على مناطق أخرى حسب الطلب عليها". ويساهم شباب مغاربة في هذا العمل التضامني في وقت تمر البلاد من أزمة صحية، دفعت السلطات العمومية إلى اتخاذ قرار إجبارية وضع الكمامات ومعاقبة مخالفي الأمر، في إطار الخطوات المتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وكانت الحكومة أكدت أنه "لتوفير هذه الكمامات بالكميات الكافية، وفي إطار أجرأة التعليمات المولوية السامية، عبأت السلطات مجموعة من المصنعين الوطنيين من أجل إنتاج كمامات واقية للسوق الوطني"، مشيرة إلى أنه "تم تحديد سعر مناسب للبيع للعموم في 80 سنتيما للوحدة بدعم من الصندوق الخاص الذي أنشئ من أجل تدبير جائحة (كوفيد 19)".