بعد أيّام قليلة على إعلان العفو الملكيّ عن مجموعة من السّجناء "تعزيزا لحماية نزلاء المؤسسات السجنية والإصلاحية من انتشار فيروس كورونا المستجد"، وفي سياق يعرف دعوات مدنية إلى "إطلاق سراح المعتقلين السياسيين"، تدعو منظمة العفو الدولية السلطات المغربية إلى وجوب "الإفراج بصورة عاجلة، ودون قيد أو شرط، عن جميع المسجونين لمجرد الاحتجاج السلمي أو التعبير عن آرائهم". ودعت "أمنستي" إلى إطلاق سراح "العشرات من محتجي حراك الريف، ومغنّي الراب والمدوّنين والصحافيّين، وسط مخاوف متزايدة من انتشار فيروس "كوفيد - 19" في السجون"، إضافة إلى "النظر بعين الاعتبار فوراً إلى إيجاد بدائل لاحتجاز الأشخاص الذين يعانون من ظروف طبية مزمنة وكبار السن، إذا لم يشكلوا تهديداً لأنفسهم أو للمجتمع". وترى منظّمة العفو الدولية (أمنستي) أنّ السّلطات المغربية "صعّدت خلال الأشهر الستة الماضية من سياسة عدم التسامح إزاء أولئك الذين يتجرؤون على التعبير عن آرائهم بحرية"، ودعت على لسان هبة مرايف، مديرة مكتبها الإقليمي لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى الإفراج عن "عشرات المحتجزين لمجرد التعبير عن آرائهم أو لممارسة حقهم في الاحتجاج"؛ لأن "هؤلاء الأفراد السلميين ما كان ينبغي أبداً أن يتعرضوا للسجن في المقام الأول". ويقول محمد السكتاوي، الكاتب العام لمنظّمة العفو الدولية، في هذا السياق، إنّ المغرب مثل باقي دول العالم يمرّ بوضعية حرجة وصعبة، خلفتها جائحة كورونا التي سمّاها الأمين العامّ للأمم المتحدة "عدوّ البشرية". وزاد السكتاوي في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "كلّنا أمام معركة فارقة في تاريخ المغرب والبشرية عامّة، ونحتاج إلى "المناعة الوطنية" التي لا تقتضي مناعة الجسد فقط، بل مناعة الصفّ الوطني والصفّ الإنساني أيضا؛ ما يتطلّب تعبئة كلّ الجهود وضمّ كلّ الأصوات، سواء كانت بيننا اختلافات في الرّأي أو في المقاربات السياسية". ويشدّد الكاتب العام ل"أمنستي"على أنّ "الوقت وقت وحدة واتحاد وتضامن لمواجهة هذه الجائحة اللعينة"، ومن هذا المنطلق "دعت منظمة العفو الدولية إلى إطلاق سراح كافّة معتقلي الرأي من صحافيين ومدوّنين شباب ومناضلي الحركات الاجتماعية، وفي مقدّمتها حراك الريف"، ودعت أيضا إلى "إطلاق كافة المعتقلين الذين يعانون من الهشاشة الصحية، أو قضوا ما يكفي من فترة عقوبتهم تخفيفا من اكتظاظ السجون"، خصوصا "ونحن نعلم أنّ وضعية السجون المغربية تعيش اكتظاظا كبيرا، ونخاف أن تصبح بؤرة لهذا الفيروس الخطير تنفجر في وجه كلّ المغاربة". ويذكر الحقوقي ذاته: "في الفترة الحرجة كنّا ننتظر من المبادرة الملكية التي نثمّنها تثمينا كبيرا ولا أحد يمكنه أن يجادل في قيمتها الإنسانية...أن تتّسع لتشمل كافّة معتقلي الرّأي". ويزيد السكتاوي: "نعرف أن المغرب أحوج أكثر من أي وقت مضى لكلّ أبنائه، لنصطفّ جميعا ببلادنا للتصدي لعدو البشرية ومواجهته. ولدينا كلّ الأمل، خاصّة بعد هذه المبادرة الملكية الإنسانية، أنّ تفتح غدا أبواب السجون في وجه كلّ الشباب من معتقلي الرأي. وسندخل بالتأكيد مرحلة جديدة نبني فيها المغرب بكلّ العبر والدّروس التي استخلصت من هذه الجائحة"، ثم أجمل قائلا: "سنخرج من النفق ولكن يجب أن نخرج ونحن أقوى في وحدتنا، وأكثر اتحادا وتآزرا وتضامنا". تجدر الإشارة إلى أنّ "منظّمة العفو الدولية (أمنستي) - فرع المغرب" سبق أن نادت شهر مارس الماضي ب"فتح أبواب سجون المغرب أمام معتقلي الرّأي قبل حصول كارثة إنسانية"، كما أعطت في شهر يناير من السنة الجارية 2020 انطلاقة حملة: "#أنا_أعبر_عن_رأيي #أنا_لست_مجرما"، التي تضامنت مع مجموعة من معتقلي الرّأي بالمغرب.