مباشرة عقب انخفاض عدد الإصابات المؤكدة بكورونا بالمغرب خلال أيام في الأسبوع الماضي، عادت من جديد للارتفاع مسجلة أرقاما تتعدى المئات خلال أربع وعشرين ساعة، فباتت تتجاوز الألف؛ إلا أنه على الرغم من ارتفاع الأرقام يؤكد خبير أن البلاد لم تدخل المرحلة الثالثة للانتشار. وفي هذا الإطار، يتوقع مصطفى الناجي، اختصاصي في علوم الفيروسات ومدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن يرتفع عدد الحالات المؤكدة خلال الأيام المقبلة، عازيا الأمر إلى ظهور بؤر عائلية وأيضا انقضاء فترة حضانة الفيروس التي تصل إلى خمسة عشر يوما. وخلال حديثه مع هسبريس، أكد الناجي أن ارتفاع عدد حالات كورونا لا يجب ربطه مع مرور المغرب إلى المرحلة الثالثة للانتشار، قائلا إن المرور من مرحلة إلى أخرى تتدخل فيها عوامل؛ من بينها طريقة انتشار المرض ونسبة الحالات المحلية مقابل نسبة الحالات الواردة من الخارج، وتقييم الوضع القائم والأخذ بعين الاعتبار الإستراتيجية التي وضعتها هيئة تتبع الوباء. وأوضح الخبير أن الوباء بات اليوم ينتشر بشكل أسرع؛ وهو ما يتطلب انتظار انتهاء هذه الفترة، قائلا إنه من الجيد أن تظهر الحالات المصابة للتعرف على الأشخاص الحاملين للمرض وعلاجهم، وهو ما سيساهم في وقف انتشاره، مشددا على أنه في أغلب البلدان مباشرة بعد وصول عدد الحالات المسجلة إلى أقصاها تبدأ من جديد في الانخفاض. وأشاد المختص بالإستراتيجية التي تتخذها المملكة للتصدي لوباء كورونا، مؤكدا أن هناك مؤشرات تدل على خروج البلاد من الأزمة، ومشددا على أن تحقيق خطوات إيجابية هو بيد المواطن الذي عليه الالتزام بإجراءات الحجر والوقاية والعزل، قائلا: "إذا فقط خرج مواطن أو اثنان ممن يحملون الفيروس فهذا كفيل بنقله بشكل واسع في محيطه". وتحدث الناجي عن ضرورة ارتداء القناع الطبي، منبها إلى ضرورة تغييره كل ثلاث ساعات، ناهيك عن وجوب الالتزام بشروط النظافة من قبيل غسل اليدين باستمرار واستعمال المناديل الورقية والتعقيم. يذكر أن السلطات العمومية قررت العمل بإجبارية وضع "الكمامات الواقية"، ابتداء من اليوم الثلاثاء، بالنسبة لجميع الأشخاص المسموح لهم بالتنقل خارج مقرات السكن في الحالات الاستثنائية المقررة سلفا. يأتي هذا القرار بعدما خلصت العديد من الأبحاث العلمية الحديثة إلى إمكانية انتقال العدوى بمجرد التنفس أو التحدث عبر الهواء الذي يُخرجه الشخص عوض العطس والسعال فقط.